وسط موجة جارفة من الانتقادات الموجهة إليه ومطالب جهات عدة بضرورة تغييره والبحث عن قائد جديد للسفينة، أكد السويسرى جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا) أنه لا يعتزم الاستقالة، مؤكدا أن مهمته لم تنته وأنه لا يبالى بكل هذه الانتقادات. أوضح بلاتر فى لقاء خاص مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أنه لن يستقيل من منصبه، وأقر باهتزاز صورة الفيفا بعدما نسب لبعض أعضائه من تهم بالفساد فى الفترة الماضية، مدافعاً في الوقت نفسه عن سياسة الفيفا فى توسيع رقعة المناطق التى تستضيف بطولات كأس العالم، فى إشارة إلى منح الاتحاد حق استضافة بطولتى كأس العالم 2018 و2022 إلى روسيا وقطر على الترتيب لتقام البطولة فى منطقتى أوروبا الشرقية والشرق الأوسط للمرة الأولى فى التاريخ. غير أنه اعترف بأن صورة الفيفا تعانى حاليا من «أزمة»، وقال فى مقابلة نشرتها صحيفة «دى فيلتفوتشه» السويسرية الأسبوعية «سنجرى فحصا.. لا يمكننا الاستمرار هكذا.. يجب أن نحسن صورتنا». وصف بلاتر اتهامات الفساد التى وجهت إلى أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا بأنها «هراء»، غير أنه أردف «يتعين علينا أن نفعل بعض الأمور داخل الفيفا». كان منتقدون طالبوا برحيل بلاتر عن منصبه، وأن يفسح الطريق أمام رئيس جديد ولكن رئيس الاتحاد الدولى ضرب بهذه الانتقادات عرض الحائط، وقال «إذن.. عليهم أن يبلغوا ذلك للاتحادات الوطنية التى يصل عددها إلى 2008. ولماذا رئيس جديد؟ لأن عددا قليلا فقط من الصحفيين يكتبون أنه من الضرورى تعيين رئيس جديد للفيفا. أقول (ردا على ذلك): لا تغيروا فريقا يحقق الانتصارات». والخطوة الأولى التى يعتزم بلاتر اتخاذها فى هذا المجال هى تشكيل «قوة مهام» تسعى لتطهير الإدارة. وقال إن الفيفا ليس لديه ما يخفيه، وأوضح «إننا المنظمة الدولية الرياضية الوحيدة، بما فى ذلك المنظمات غير الحكومية، التى تسمح بفحص سجلاتها منذ أن توليت رئاسة الاتحاد». وأضاف «من الصعب أن تخادع فى ظل وجود كل الأمور تحت السيطرة». وقال بلاتر «ما زلت أنام بشكل جيد، ولكن هذا لا ينسى.. إذا ما تعرض رئيس الفيفا لتساؤلات مستمرة، فليس هذا بالشىء الحسن». «لست بحاجة إلى قميص واق من الرصاص. على مدار سنوات مضت، نجحت فى بناء سياج واق من حولى». وكرر بلاتر تأكيده على أنه لا يعتزم الاستقالة رغم التأثير السلبى لهذا الوضع على أفراد عائلته. وأكد أنه لا يبالى بالمال أو السلطة ولكنه يهتم بشكل أكبر بضمان انتشار كرة القدم فى بلدان لم تكن تحظى بانتشارها فيها من قبل. وأعرب بلاتر عن دهشته إزاء كل هذه الانتقادات التى وجهت إليه بعد منح استضافة المونديال لروسيا وقطر، خاصة تلك الانتقادات القادمة من أوروبا. وقال «بعض ردود الفعل أظهرت بعضا من غطرستهم»، واستنكر بلاتر المخاوف السائدة من عدم وجود فرصة للدول الكروية الكبيرة فى استضافة بطولات كأس العالم. ولكنه قال «ولكن المناطقتين التاليتين التى نريد أن تطأها اللعبة هى الصين والهند». وأعرب بلاتر عن اعتقاده بأن منح قطر حق استضافة المونديال كان اختيارا صائبا. وأوضح «إذا نظرتم بعيدا بعض الشىء ورأيتم المشكلة بين الدول الإسلامية والمسيحية، ستعلمون أن منح حق استضافة المونديال لبلد عربى يمثل قرارا استثنائيا». وأوضح بلاتر أن منح حق استضافة المونديال صار شأنا سياسيا، وقال «تحدث رؤساء وقادة الدول معى فى الكواليس، وتملقونى. كرة القدم أصبحت عملاقا يحتاج للترويض من قبل الفيفا. ونحن نبذل ما بوسعنا». ورغم قرار لجنة القيم فى الفيفا بشأن إيقاف النيجيرى آموس آدامو والتاهيتى رينالد تيمارى عضوى اللجنة التنفيذية للفيفا بسبب انتهاكهما ميثاق وقواعد الفيفا، استنكر بلاتر الادعاءات بشأن إمكانية شراء أصوات أعضاء اللجنة التنفيذية. وقال بلاتر «ليس هناك بيض فاسد» وأشار إلى قواعد التغيير وعمل لجنة القيم منذ عام 2006. وأضاف «أقولها حاسمة: ليس هناك فساد منظم فى الفيفا. هذا هراء. إنها مجرد تخيلات وإسقاط مثلما تردد أننى اشتريت 30 صوتا لدى ترشيحى لرئاسة الفيفا قبل 12 عاما». وأضاف «يمكننى أن أقول فقط: يبذل الفيفا ما بوسعه لمعاقبة مسؤوليه الذين لا يلتزمون بالقواعد». ووصف بلاتر إسناد شرف تنظيم مونديال 2022 لدولة قطر ب«سداد دين قديم للعالم العربى». وفيما يتعلق بالفوز القطرى، أوضح بلاتر أن «الفيفا كان يرغب فى نقل الحدث الضخم إلى عالم جديد وثقافة جديدة، وكان الوطن العربى يستحق هذا الشرف، لقد حاولت من قبل مصر والمغرب، لذا أعتبر أنه من المنطقى والمشروع أن تنال قطر هذا التكريم». وأشار رئيس الفيفا إلى أن «مونديال قطر سيعود بالنفع على مليار شخص ممن يعتنقون الإسلام»، كما سيفتح الباب لقطر لمواجهة «دول صديقة» على المستطيل الأخضر. وشدد بلاتر على أن كون قطر دولة صغيرة لا يمكن أن يقلل من إمكاناتها الضخمة، كما أنها نجحت فى تنظيم كأس العالم للشباب عام 1995 بنجاح، فضلا عن تبقى 12 عاما للإعداد للمونديال.