يعتبر الممثل الأمريكى ريتشارد، جير ضيف مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الذى افتتح أمس الأول، من كبار نجوم السينما العالمية منذ أن لمع فى تحفة تيرانس ماميك «أيام السماء» عام 1978، ورغم أن العديد من أفلامه حقق إيرادات هائلة خاصة «امرأة جميلة» مع جوليا روبرتس عام 1990، لم يشترك فى تمثيل إلا نحو 30 فيلماً فى أربعة عقود، فهو نموذج للممثل الذى يختار أدواره بعناية، ويفضل الجودة على الكثرة. ومن أهم أفلام ريتشارد جير «نادى القطن» إخراج فرانسيس كوميولا عام 1984، و«رابسودى فى أغسطس» إخراج أكسيرا كوروسادا عام 1992. وكم كان من المناسب أن يعرض هذا الفيلم فى مهرجان القاهرة فى حضور ممثل الدور الأول فيه، وبمناسبة مئوية ميلاد فنان السينما اليابانى الكبير هذا العام، وربما لاتزال فرصته متاحة لذلك حسب برنامج الضيف، كما أن ريتشارد جير أيضاً نموذج للفنان المدافع عن الحريات، وعن حقوق الإنسان داخل بلاده وفى كل مكان فى العالم من الصين إلى فلسطين. قلة من نجوم السينما العالميين يعلنون مواقفهم فى الدفاع عن الحريات وعن حقوق الإنسان، وأقل هذه القلة من يشملون فى دفاعهم حقوق الشعب الفلسطينى فى عودة من طردوا من أرضهم، وفى إقامة دولته المستقلة على أرضه ضد دعاة الإبادة من الطرفين المتصارعين، ومن هذه القلة القليلة ريتشارد جير الذى ذهب إلى أرض السلطة الوطنية الفلسطينية من إسرائيل فى يونيو عام 2003 بدعوة من السينمائى الفلسطينى جورج خليفى، وتحمل حجز السلطات الإسرائيلية له عند حاجز قلندية، والتقى فى رام الله مع ياسر عرفات أثناء حصاره، ومع حنان عشراوى وياسر عبدربه وغيرهم من قيادات الشعب الفلسطينى. ويتسق دفاع ريتشارد جير عن حقوق الشعب الفلسطينى مع مواقفه فى الدفاع عن حقوق التبت فى الصين، حيث أسس مع الموسيقار الكبير فيليب جلاس «بيت التبت» فى نيويورك عام 1988، وفى الدفاع عن حقوق اللاجئين من سكان أمريكا الوسطى، وعن حقوق مرضى الإيدز، وأن مصر كلها ترحب بالفنان الأمريكى الكبير صاحب الموهبة الأصيلة والمواقف الإنسانية العظيمة ضيف مهرجان القاهرة، الذى جاء قرار اختياره من إدارة المهرجان قراراً صائباً تماماً. [email protected]