أمريكا تشكّك فى نزاهة الانتخابات وتؤكد: الانتهاكات تعبّر عن «ضعف واضح» للدولة

قال روبرت جيتس، المتحدث باسم البيت الأبيض، إن الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، يشعر بخيبة أمل بسبب التقارير الكثيرة التى ترصد مخالفات وانتهاكات الانتخابات المصرية، بما يشكك فى مصداقيتها، وأعرب فيليب كراولى، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، عن قلقه مما سماه اعتقال وترهيب أنصار المعارضة وحرمان مرشحيها من الوصول إلى وسائل الإعلام ورفض مصر السماح للمراقبين الدوليين بمراقبة عملية التصويت، وأكد مجلس العلاقات الخارجية الأمريكى أن انتخابات الأحد الماضى، وما جرى فيها من حملات أمنية وشطب المرشحين، والتلاعب بالأصوات، والترهيب، والعنف، تعبر عن «ضعف واضح» للدولة.
وقال المجلس، فى تقرير أصدره، الثلاثاء، كتبه خبير دراسات الشرق الأوسط، ستيفن أ. كوك، إن هذا الضعف مصدر قلق كبير بين واضعى السياسات الأمريكية فى الفترة التى تسبق انتخابات الرئاسة فى مصر، مؤكداً أن الفوز الساحق للحزب الوطنى يرسخ حالة غياب الديمقراطية السائدة فى مصر، حسب نص التقرير.
وأوضح أن واشنطن لا تميل إلى القول إن مصر بجميع مشاكلها المُلّحة، مازالت مستقرة، لأن هذا الرأى يستند إلى أن مصر أكدت قدرتها على تدبر أمرها فى التحديات الكبيرة، مثل الركود الاقتصادى، والإرهاب، وقال المجلس إن هذا لا يؤكد احتمالات استقرار مصر فى المستقبل.
واعتبر التقرير أن فترة حكم الرئيس مبارك يعتريها غياب شبه تام لرؤية مقنعة، أو مجموعة من المبادئ الأيديولوجية، فى إشارة إلى استخدام المرشحين المدعومين من الحزب الوطنى خلال الحملات الانتخابية، شعارات قديمة مثل «من أجل الاستقرار والتنمية» أو «العبور إلى المستقبل»، مؤكدا أن مثل هذه الشعارات لم تعد تثير حماسة الشعب المصرى.
وأوضح أن المواجهة الحاسمة بين الحكومة والمعارضة، خاصة جماعة الإخوان المسلمين، خلال الانتخابات الأخيرة تضيف إلى الساحة السياسية فى مصر التى وصفها ب«الغاضبة والمُستقطَبة»، وأضاف: مواصلة الحكومة التعامل مع المواطنين بوحشية لضمان احتكارها للسلطة، ستؤدى إلى سلسلة أخرى من العنف، فالولايات المتحدة لديها بعض الخيارات الجيدة، والحل الواضح الآن هو تشجيع المصريين على أخذ الإصلاح السياسى على عاتقهم، وهو ما سيمكنهم من معالجة مظالمهم بشكل سلمى.
وأكد التقرير أن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما تظهر رغبة ضعيفة بشأن الدخول فى صراع مع القاهرة من أجل الشؤون الداخلية فى مصر، لأن واشنطن حبيسة علاقة تخدم أغراضاً استراتيجية معينة لها.
من جانبه، أكد روبرت جيتس، المتحدث باسم البيت الأبيض، أن إدارة الرئيس أوباما لديها تساؤلات خطيرة حول نزاهة الانتخابات البرلمانية المصرية، وقال فى المؤتمر الصحفى اليومى للبيت الأبيض، الاثنين، إن أوباما يشعر بخيبة أمل بسبب التقارير الكثيرة التى ترصد مخالفات وانتهاكات الانتخابات المصرية بما يلقى ظلالا من الشك حول مصداقية هذه الانتخابات لدى دولة حليفة للولايات المتحدة فى المنطقة العربية.
وقال فيليب كراولى، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، إن الإدارة الأمريكية تابعت عن قرب الانتخابات المصرية يوم الأحد الماضى، وأعرب عن قلقه مما سماه اعتقال وترهيب أنصار المعارضة وحرمان مرشحيها من الوصول إلى وسائل الإعلام، ورفض مصر السماح للمراقبين الدوليين بمراقبة عملية التصويت.
وأضاف أن الأنباء التى ترددت عن مخالفات فى الانتخابات البرلمانية فى مصر تثير شكوكا فى نزاهة العملية وشفافيتها، وأن واشنطن فزعت من أنباء التدخل والتخويف من جانب قوات الأمن يوم الاقتراع.