«الأمن المركزي».. جنود المعارك الانتخابية المجهولون

وسط المعارك الانتخابية، التي شهدتها انتخابات الأحد، وقف مجندو الأمن المركزي يؤدون أصعب مهمة، هي تأمين العملية الانتخابية لصد ومنع أي تجاوزات تخل بالأمن أو تعيق الأداء السياسي، وذلك بحسب الدور الذي ترسمه وتعلن عنه وزارة الداخلية.
ظهر رجال الأمن المركزي، في تشكيلات وتوزيعات أمنية محددة حددتها الأجهزة الأمنية مسبقا، وانتشر بعض أمناء الشرطة ويشرف عليهم الضباط.
«المصري اليوم» رصدت تفاصيل التأمين الأمني على مدار اليوم الانتخابي، الذي امتد الى تأمين صناديق الاقتراع أثناء عملية فرز الأصوات وإعلان النتائج حتى الساعات الأولى من صباح الاثنين، وحاولت رسم صورة عن حياة مجند الأمن المركزي الجندي المجهول، المفترى عليه في بعض الأحيان.
بدأت رحلة «الأمن المركزي»، في السادسة من صباح يوم الانتخابات، حيث توافدت سياراتها على اللجان المختلفة، وهبط المجندون في تشكيلات متابينة، اختلفت كثافتها وعددها من لجنة لأخرى تبعاً لقوة الدائرة والأحداث المتوقعة فيها، من وجهة نظر الجهات الأمنية.
ب«الهراوات»، و«قاذفات الرصاص»، و«القنابل المسيلة للدموع» وقف جنود الأمن المركزي تنفيذاً للخطط التي تم وضعها مسبقاً، فكل من الجنود والضباط يعرف دوره ويستعد في هدوء لتنفيذ التعليمات، قبل فتح أبواب اللجان لبدء عملية التصويت لينتهي المشهد باتخاذ كل مجند موقعه أمام مقار اللجان الانتخابية.
وبنظرات «ترقب» ولحظات «مثابرة» وقوة وحزم ظهرت على وجه كل مجندي الأمن المركزي، مع بدء توافد الناخبين على لجان التصويت، أهمية عملية التأمين باعتبار أن هذا اليوم يعد واحداً من أهم الأيام التي يشهدها تاريخ مصر السياسي.
وقال أحد الجنود ل«المصري اليوم»، «أنا عارف كويس إن البلد كلها منتظرة يوم الانتخابات، وعلشان كده عندنا أوامر باستخدام الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع علشان نتعامل بها مع أي حد يخالف القانون».
وعلى بعد أمتار قليلة فصلت بين ذلك الجندي وزميله الذي قال، «عندنا أوامر بالتعامل بحزم مع الخارجين عن القانون، بس مين هما اللي خارجين عن القانون محدش يعرف».
لا يختلف كثيراً موقف المجندين عن موقف ضباطهم، المشهد نفسه يتكرر عندما تقترب من أحد الضباط لتسأله عن سير العملية الانتخابية، فتكون إجابته: «أنا معرفش حاجة عن اللي بيدور جوه اللجنة، إحنا مهمتنا تأمين خارجها فقط».
تشكيلات الجنود والضباط والخطط الأمنية ظهرت بوضوح أمام كل اللجان، حيث وقف الجميع في هدوء حتى ظهر الأحد، وعندما بدأ تزايد أعداد المشاركين في العملية الانتخابية ازداد حماس وحزم جنود الأمن المركزي، خاصة أمام اللجان التي شهدت تجاوزات ومشاحنات ومشاجرات بين أنصار المرشحين، فأمام دائرة المطرية وعين شمس وقف المجندون والضباط يحملون قاذفات القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي ولديهم الأوامر واضحة بإمكانية استخدامها في حالة حدوث تجاوزات وهو ما تكرر أيضاً أمام دائرة العمرانية بشارع الهرم، بينما اختلف المشهد أمام دائرة قصر النيل بشارع قصر العيني ودائرة السيدة زينب بميدان السيدة زينب واكتفت العملية التأمينية ببعض المجندين وأمناء الشرطة وضابطين أو ثلاثة على الأكثر.
لم يذق الجنود طعم الراحة طوال اليوم حيث تبادلوا الراحات لنصف ساعة فقط في منتصف اليوم لتناول الوجبات التي أرسلتها لهم وزارة الداخلية حيث يستريح نصف القوة لتناول الوجبة ثم يعودون إلى مكان خدمتهم مرة ثانية، مستمرين في عملية التأمين حتى إغلاق أبواب التصويت في السابعة مساء، لتنتقل خدماتهم التأمينية إلى لجان فرز الأصوات لتستمر حتى الساعات الأولى من صباح الاثنين، متمنين وهم يرددون أدعية بنهاية اليوم على خير وعودتهم آمنين لقطاعات الأمن المركزي، حيث يستريحون من عناء يوم شاق ليستعدوا لمهام أخرى أهمها الأحد القادم للمشاركة في تأمين جولات الإعادة.