انتشرت المحال التى تقدم خدمة الإنترنت، والتى تسمى «نت كافيه» أو «السايبر»، فى مختلف أحياء المحافظة، الفقيرة والغنية، على حد سواء، باعتبارها مشروعاً ناجحاً يدر قدراً معقولاً من الأرباح على أصحابها، ويوفر فرص عمل لمئات الشباب، الذين يجدون فيها طوق نجاة لإنقاذهم من البطالة، فضلا عما تمثله من وسيلة لمحو أمية الكمبيوتر فى الأحياء الشعبية، وترويج ثقافة الإنترنت، إلا أن أهالى وسكان هذه المناطق يتهمون هذه الكافيهات بأنها أصبحت مكانا لتجمع الخارجين عن القانون، وملجأ للمدمنين أحيانا. وقال أحمد على، أحد أهالى منطقة دربالة فى حى المنتزه: «أعيش فى المنطقة منذ 15 عاما، وكانت آمنة من قبل، ولكن مع فتح مقهى للإنترنت بأحد الشوارع المجاورة، أصبح كل البلطجية يتخذونه ملجأ لهم، للسهر فيه حتى منتصف الليل وتعاطى المخدرات». وأكدت سها حسانين، إحدى المواطنات، أنه على الرغم من لجوء الشباب إلى مقاهى الإنترنت بكثرة، وأهميتها لهم فى التغلب على مشكلة نقص العمل، فإنها فى المقابل تؤذى العديد من الأطفال وطلبة المدارس والجامعات، حيث يتهربون بها من مدارسهم، ويتعرضون لبيئة خطرة». واعتبر محمد صبرى، رئيس المجلس المحلى لحى المنتزه، أن حى المنتزه يعتبر أكثر أحياء المحافظة من حيث عدد مقاهى الإنترنت، وهو ما أدى إلى ورود العديد من الشكاوى إلى المجلس، معتبرا أن أكبر كارثة هى وجود هذه «الكافيهات» فى أماكن قريبة من المدارس، خاصة لتلاميذ المرحلة الإعدادية، وهو ما يؤدى إلى تسرب التلاميذ من المدارس، بل وذهابهم إلى أماكن غير آمنة، يتم فيها تدخين السجائر وتعاطى المخدرات بها. وقال صبرى إن الأزمة تكمن فى أن بعض «الكافيهات» بعد أن يصدر لها قرارات إغلاق من الحى، ويتم إغلاقها بالفعل وتشميعها بالشمع الأحمر، يقوم أصحابها بمخالفة القانون وإزالة الشمع، وفتحه من جديد، ومن بعدها يصدر ضده غرامات فقط، فيعود خطر هذه الأماكن مرة أخرى. وطالب صبرى بتغليظ العقوبات على أصحاب «الكافيهات»، وعدم استخراج أى تراخيص للمزيد من مقاهى الإنترنت، إلا بعد دراسة المكان جيدا، ومدى احتياجه لهذا النشاط، قائلا: «أحيانا يكون هناك أكثر من (كافيه) فى الشارع الواحد، رغم ضيقه»، مضيفا عدم حاجة الأهالى لهذه المحال بكثرة، خاصة بعد دخول الأجهزة الإلكترونية وأجهزة الكمبيوتر فى بيوت معظم المواطنين. من جانبه، قال خالد عبداللطيف، وكيل لجنة الأمن بمجلس محلى وسط، إن فتح أى سايبر أو «نت كافيه» يحتاج الى إصدار تراخيص من الحى لمزاولة النشاط، والتصريح الثانى من المصنفات بمدى جودة الأجهزة التى سيتم استخدامها فى السايبر، وطبيعة المواد المقدمة بها، حيث إن البعض يستغلها فى عرض مواد إباحية أو «ما شابه». وأكد عبداللطيف أن الأمن يستمر فى حملات الغلق، ففى المدة الأخيرة تم ضبط محلين مخالفين فى حى المنتزه والرمل، لعملهما بدون التراخيص اللازمة. وحذر عبداللطيف من إغلاق محال الإنترنت فى البداية، حتى يتم استيفاء جميع التراخيص والاشتراطات المطلوبة خلال مهلة محددة، يتم بعدها إغلاق المحل نهائيا، كما حذر من دور هذه الكافيهات فى تفريخ خارجين على القانون، ومدمنين، حتى فوجئنا بوجود شباب بل وأطفال يدخنون السجائر ويتعاطون المخدرات، وتتحول هذه الاماكن إلى مجمع للبلطجة، مؤكدا ضرورة أن تكون هذه الأماكن تحت الرقابة الأمنية والأهلية على حد سواء.