ماشفناش سمعنا بس ان ايام عبد الناصر كانت جميلة العيشة سهلة الناس بتأجر الشقة و تعيش فيها و لما يزهقوا "يعزلوا"و العزال لدى أصلا كلمة ماعدتش موجودة فى القاموس الايجار كان اتنين جنيه حجم الغلاء المتوغل فى حياتنا الآن سيجعل الكثيرين يرفضون مجرد تصديق ان الجرنال كان بقرش صاغ و القروش صاغ و المليم و التعريفة كلمات تاريخية بل أسطورية و خيالية بمقاييس زمن ال"عز"الذى نعيشه الآن فأقصى معرفتنا بالقرش الآن هى علاقتنا بقرش الحشيش و حدود علاقتنا بالصاغ تتوقف عند الصاغ كمال خلة بطل ليالى الحلمية و قام بدوره شوقى شامخ كيف نصدق أن كيلو اللحم كان بنص جنيه مثلا " أو أن البيضة كانت بمليم "مين مليم ده لمن لا يعرف فالمليم و 9 اخواته كانوا بيكونوا قرش و التعريفة باين كانت قرشين و نص و حين تسمع الآباء و هم يتندرون عن عيديتهم التى كانت تعريفة و عن قدرة التعريفة الشرائية لابد أن تتحسر و لكن الأخطر فى موضوع قوة الأقتصاد المصرى آنذاك هو قوة الدولة و قوة خطط الدولة بل و تتعدى القوة مجرد الخطط فالتنفيذ كان أقوى و ما كان حيا على أرض الواقع فاق التصورات فكيف لدولة ناشئة لا هى بترولية ولا سياحية ولا غازية ولا تملك من عوائد قناتها الهامة غير القليل ولا تملك من عوائد عامليها بالخارج غير الأصفار كيف لدولة من غير كل هذه المقومات أن تشيد مصانع ومدارس وجامعات وتسلح جيش وتمد شبكات طرق وتبنى السد العالى اليوم نملك كل مقومات الدولة الحديثة القوية وهى بالضبط كل ما كنا نفتقده من 50 سنة ولكننا لا نتشدق الا بهامش الحرية والريادة الاعلامية وهى الريادة التى تحققت فضائيا بفضل ضياع القمر الصناعى المصرى ايجبت سات نتشدق و نتمطع ب 7 بطولات افريقيا و نعاير بعضنا البعض بالمجارى و الكبارى لا نتذكر اننا دولة كبيرة الا مع الكرة و الرياضة ننسى عظمتنا فى الطب و الفلك و الهندسة و العمارة لا نبنى على ماضينا الا مع المعلم حسن شحاتة ان تكلمت اليوم عن القوة الشرائية للجنيه ... فالصمت أبلغ فلا تستطيع شراء قطعة حلوى محترمة بالجنيه الجريدة بالكاد تساوى فى المتوسط جنيه و نصف و كيلو الحمة و يا للمصيبة ب 75 جنيه طيب هل المرتبات تضاعفت بنفس درجة الغلاء الذى نكتوى بناره أترك الأجابة لذكاءكم و لكن كيف يكون منطق السوق الحر الذى هو فى الأساس دعه يعمل دعه يمر أن يترك الحبل على الغارب للتجار بجشعهم و قلة ضميرهم و انسانيتهم يبيعوا و يشتروا فى الناس يعنى اذا قلنا ان السوق الحر يخضع لمعايير العرض و الطلب فكيف تترك آلياته المواطنين عرضه لارتفاع جنونى فى الاسعار بلا سقف و لا ضابط أو رابط و فى نفس الوقت يترك المواطنين ذاتهم عرضة لتحكم أصحاب الأعمال بما فيهم الحكومة ذاتها يحددون حدود دنيا من الرواتب لا تكفى لمصاريف نص الشهر الأساسية لا نتكلم عن ظروف مرضية و لا فسح و لا هدايا و لا مناسبات و ياتى هذا كله فى ظل سماع الناس عن رواتب أنصاف موهوبين و أنصاف متعلمين و لكن محظوظين و البعض منهم غير موهوبين يقبضون بالملايين فى مناصب غريبة ببعض أماكن الدولة و الاعلاميين و لاعبى الكرة و الفنانين و ما شفناش سمعنا بس أن الواحد ممكن يقبض فى الشهر مليون بس شفنا أن الدنيا لسه فيها أكتر LIK Lik