تحليل الشفرة الوراثية قد يكون مفيدا في الكشف المبكر عن الكثير من الأمراض وعلاجها، إلا أن الكثيرون يفضلون أن يبقى المستقبل المرضي مجهولا للاستمتاع قليلا بحياتهم الحاضرة. ولعل «فرانسيس كولينز»، الذي ساعد في وضع خريطة الجينوم البشري، أبرز الأمثلة على ذلك فرغم أنه أحد أكبر العلماء في مجال الجينات إلا أنه لم يفكر في إجراء تحليل لجيناته هو شخصيا حتى الصيف الماضي. وتبين أن «كولينز» لديه استعداد للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وهو ما لم يشتبه به قط طيلة حياته. واكتشف المدير السابق للمعهد الوطني لأبحاث الجينوم البشري هذا من خلال أبحاث توفرها شركات مثل نافيجينيكس وتوينتي ثري أند مي وديكودمي التي تتقاضى من العملاء بضع مئات من الدولارات مقابل نظرة على تكوينهم الجيني. وقال «خضعت للاختبار عند الثلاثة لأنني أردت أن أرى أن كانوا سيعطونني نفس الإجابة.. اتفقوا جميعا على أن درجة تعرضي للإصابة بالسكري عالية." وبعد معرفة تلك المعلومات انقص وزنه 25 رطلا في نهاية المطاف، لكن كقاعدة هو لا يعتبر هذه الاختبارات مفيدة بشكل خاص. وقال "لا يمكن إنكار أن تاريخ عائلتك قد يكون أفضل رهان لديك ولا يكلف شيئا." هذا هو الحال في مجال أبحاث الجينوم الوليدة. يقول بعض الخبراء إن العالم على شفا "عصر ذهبي" لعلم الجينوم حين ستكشف إطلالة على شفرة الحمض النووي الخاصة بك مدى إمكانية الإصابة بالسرطان أو السكري أو أمراض القلب والتكهن بالعقاقير التي ستنجح معك. غير أن مشروع الجينوم البشري العالمي الذي بلغت تكلفته ثلاثة مليارات دولار والذي اكتملت مرحلته الأولى قبل عشر سنوات لم يؤد إلى تشخيص أو منتج حقق نجاحا مذهلا.