السوق السوداء للدولار تعاود الظهور بعد اختفاء 5 أشهر

عادت السوق السوداء للدولار إلى الظهور مجددا فى أسواق الصرف، بعد اختفائها لمدة 5 أشهر أحكم خلالها محافظ البنك المركزى هشام رامز السيطرة على عمليات بيع وشراء العملة الأمريكية من خلال آلية عطاءات بيع الدولار للبنوك المحلية.وذكرت شبكة بلومبرج الإخبارية أن متعاملين أكدوا شراءهم الدولار بأسعار تصل إلى 7.29 جنيه.ويعتبر سعر الدولار فى السوق السوداء أكبر من سعر الدولار الرسمى بالبنوك و شركات الصرافة بنسبة 6% .ويضخ البنك المركزي نحو 120 مليون دولار أسبوعيا من خلال آلية العطاءات، وذلك لتمويل احتياجات البنوك المحلية من العملة الامريكية لسداد احتياجات المستوردين لتغطية الاعتمادات المستندية.وتماسكت أسعار الجنيه أمام الدولار خلال يوليو الماضي على خلفية المساعدات العربية الخليجية والتي بلغت 12 مليار دولار .وبلغ سعر الدولار فى سوق الإنتر بنك نحو 6.88 جنيه.وفقد الجنيه نحو 11.3% من قيمته أمام الدولار منذ بدء آلية العطاءات فى 31 ديسمبر الماضى .من جانبه، أكد محمد الأبيض رئيس الشعبة العامة للصرافة – أن حالات بيع الدولار بالسوق السوداء هى حالات فردية ولا تعتبر مؤشرا على عودة السوق السوداء .وقال الأبيض إن الطلب على الدولار قد شهد تراجعا ملحوظا بسبب حالة التباطؤ الاقتصادى الحالية .وأكد أن من يلجأ إلى السوق السوداء مضطر بسبب رفض البنوك إعطاءه احتياجاته، وأن السوق السوداء ستظل موجودة ولن يتمكن البنك المركزى من القضاء عليها طالما أن هناك نقصًا فى المعروض من الدولار بسبب تراجع الموارد الدولارية .وأضاف أن عطاءات البنك المركزى الدولارية لبيع الدولار إلى البنوك كان لها دور كبير فى تخفيف الضغوط على شركات الصرافة، لكنها لن تقضى على السوق السوداء تمامًا .وأشار إلى أن الدولار شأنه كشأن أي سلعة مثل أنبوبة البوتاجاز التى أصبح لها سوق سوداء، بسبب تراجع المعروض منها .وقال الأبيض إن اتهام شركات الصرافة بالاتجار فى العملة ليس له أساس من الصحة، مطالبا البنوك بتوفير العملة الأجنبية للمواطنين حتى لا يلجأوا إلى الصرافة لتدبير احتياجاتهم من الدولار .وقال إن الاتجار فى العملة وصل إلى بيوت المواطنين فكل مواطن لديه كمية من العملة الأمريكية يريد بيعها بأعلى الأسعار، خاصة فى ظل حالة من القلق يبثها تجار العملة من خلال بعض الأخبار الكاذبة عن إمكانية سحب الوديعة التركية .وشدد حسام ناصر– مستشار وزير التخطيط السابق– على أنه ينبغى على البنك المركزى الضرب بيد من حديد على شركات الصرافة التى قد يثبت تورطها فى عمليات الاتجار بالعملة .وقال ناصر إن السوق السوداء تتواجد طالما تراجع المعروض من السلعة، والدولار يمثل سلعة لا يمكن الاستغناء عنها .وأكد مصدر مسؤول باحد البنوك العامة ان البنوك بدأت تنفيذ خطة محافظ البنك المركزى هشام رامز فى توفير الدولار لعملائها من اجل القضاء على السوق السوداء التى بدأت تنشط من جديد .وقال المصدر إن كبار المستوردين عادوا إلى الحصول على احتياجاتهم من البنوك بعد أن لجأوا لفترة معينة إلى شركات الصرافة، وهو الأمر الذى خلق مزيدا من الضغوط على الصرافة .