أثار تعبير طلاب جامعة الإسكندرية عن مواقفهم تجاه انتخابات مجلس الشعب المقبلة جدلاً بين الطلاب والأساتذة، ففى الوقت الذى اعتبر فيه البعض أن مشاركتهم فى الأحداث السياسية العامة «واجب وطنى» ومنعهم من التعبير عن آرائهم داخل الحرم الجامعى يخدم مصلحة الحزب الوطنى، رأى آخرون أن «الجامعة» مكان لتلقى العلم فقط. وقال أحمد سامى، طالب بكلية التربية: «لا أرى مانعاً فى أن يعبر الطلاب عن آرائهم وتوجهاتهم، بشرط ألا يؤثر ذلك على مستقبلهم، وأن يتمسك كل طالب بأفكاره دون أن يفرض رؤيته ووجهة نظره على زملائه»، معتبراً أن المشاركة السياسية ستساهم فى بناء شخصية الخريجين وتجعلهم أكثر تفاعلا مع المجتمع فى المستقبل». واعترفت منى جميل، طالبة بكلية الحقوق، بوجود طلبة وطالبات يجمعون بيانات من الطلاب داخل قاعات المحاضرات، تشمل الاسم والتليفون والرقم القومى –على حد قولها– مع دعوتهم للمشاركة فى الانتخابات والتوجه للإدلاء بأصواتهم. وكشفت نهى النمرسى، طالبة بكلية الآداب، عن الطريقة التى يجمعون بها البيانات وتتلخص فى عرض المشاركة عليهم فى الانتخابات وتسهيل عملية استخراج بطاقة انتخابية دون عناء فى سبيل جمع البيانات. وأكد محمد عبدالله، بكلية الهندسة، أن المشاركة الطلابية فى جميع الأحداث المختلفة على المستوى الاجتماعى أو السياسى، واجب وطنى وأمر طبيعى، لأن الجامعة هى التى ستخرج المثقفين والمفكرين والأدباء وقادة الفكر والتنوير فى المجتمع، مشترطاً أن يتم ذلك بمعرفة مسؤولى الجامعة. وانتقد محمود فتحى، أحد الطلاب، طريقة إدارة الجامعة فى عدم إتاحة الفرصة للطلاب للتعبير عن آرائهم، متسائلاً: «هى الجامعة عايزانا نكون سلبيين؟». ورفض الدكتور عمر السباخى، الأستاذ بكلية الهندسة، «فكرة عزل الجامعة عما يدور خارجها، معتبراً أن ذلك يصب فى مصلحة الحزب الوطنى، موضحا أن الطلاب أصبحوا بالغين وقادرين على المشاركة ولا يجب أن نعاملهم من منطلق أنهم لا يعرفون مصلحتهم وإنما نساعدهم على التعبير عن آرائهم فى تلك المرحلة العمرية، حتى يكونوا أسوياء وقادرين على المشاركة الإيجابية. وأوضح أن النظام الإدارى قتل فى الطلاب روح المشاركة من خلال حرمانهم من انتخاباتهم الطلابية، فكيف سيؤثرون فى الانتخابات ويشكلون جبهة كبيرة؟. وفى المقابل قال الدكتور أشرف فراج، عميد كلية الآداب، «الجامعة لا يجب أن تكون مسرحاً للدعاية السياسية، أو لأى مجال حزبى وهى مكان لتلقى العلم فقط»، محذراً مما وصفه ب«خلط الأوراق» بإقحام الطلاب فى الأحداث السياسية. وأضاف: «لا مانع من مشاركة الطلاب فى العملية الانتخابية، على أن يكون خارج أسوار الجامعة»، مؤكداً أن الطالب طالب والأستاذ أستاذ وكلُ يؤدى دوره فى حدود ما هو مطلوب منه.