توقع تأجيل ثانٍ لقمة الاتحاد المتوسطي

رجحت مصادر دبلوماسية تأجيل قمة الاتحاد من أجل المتوسط المقرر عقدها في مدينة برشلونة الإسبانية في 21 نوفمبر الجاري، وذلك للمرة الثانية، حيث سبق وتأجلت في يونيو الماضي، في انتظار إحراز تقدم في عملية السلام في الشرق الأوسط، وسط اتهامات بدور إسرائيلي في عرقلة إحراز هذا التقدم.
وقد يتأكد هذا التأجيل عقب لقاء الخميس في باريس بين وزيري الخارجية الفرنسي برنار كوشنير والمصري أحمد أبو الغيط اللذين يتولى بلداهما رئاسة الاتحاد من أجل المتوسط، ووزير الخارجية الإسباني السابق ميجيل أنخيل موراتينوس الذي لا يزال مكلفا بالإعداد لهذه القمة.
الموقف المصري يربط انعقاد قمة الاتحاد بتحقيق انفراج في المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهو ما لم يحدث حتى الآن.
وقال وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، الأربعاء: إن إسرائيل لم تتخذ خطوات كافية للمضي قدما مع الفلسطينيين نحو إبرام اتفاق سلام.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي، مع نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون: «يساورنا القلق لأننا نشعر أن إسرائيل لم تفعل المطلوب من الجانب الإسرائيلي أن يفعله».
وأثار إعلان إسرائيل هذا الأسبوع عن خططها لبناء المزيد من المستوطنات في القدس الشرقية، التي يعتبرها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم المستقبلية، غضب العالم العربي، فيما يرفض الفلسطينيون الانضمام مجددا إلى مباحثات السلام منذ انتهاء سريان القرار الإسرائيلي الخاص بتجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية في 26 سبتمبر الماضي.
الموقف الفرنسي يسير تقريبا في الاتجاه نفسه، محملا الجانب الإسرائيلي مسئولية الجمود، وهو ما أكدته تصريحات وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية «بيار لولوش» الأربعاء، أمام لجنة الشؤون الأوروبية في الجمعية الوطنية، التي قال فيها: «نعمل بشكل فاعل جدا على استمرار هذه القمة والحفاظ عليها، إلا أن المواقف الإسرائيلية لا تساعدنا. كما لا تشجع العرب على المجيء إلى طاولة الاتحاد من أجل المتوسط».
وبعد سنتين ونصف من إطلاق الاتحاد من أجل المتوسط الذي يضم 43 دولة (دول الاتحاد الأوروبي ال27، إضافة إلى تركيا وإسرائيل والدول العربية المطلة على البحر المتوسط)، لا تزال هذه المبادرة تواجه تحفظات عديدة، رغم أنها سمحت بالتقدم بمشاريع ملموسة (مثل مكافحة التلوث والنقل والمياه والبيئة)، إلا أن هذه الشراكة الطموحة انتقلت من حالة خيبة أمل إلى أخرى بسبب الموقف الإسرائيلي لاسيما هجومها الواسع على قطاع غزة ديسمبر 2008، والهجوم على الأسطول الانساني الذي كان متوجها إلى غزة واستئناف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وإضافة إلى ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فإن التوتر في الصحراء الغربية الذي ما زال يسمم العلاقات بين المغرب والجزائر لا يمكن إلا أن يزيد من العقبات أمام الاتحاد من أجل المتوسط.