نجح المنتخب الجزائري في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، بعدما عوَّض خسارته في المباراة الأولى أمام بوركينا فاسو، بنتيجة «2-3»، محققًا الفوز على ملعبه ووسط جماهيره بهدف نظيف، كفل ل«محاربو الصحراء» حصد بطاقة التأهل للمرة الثانية على التوالي، ممثلًا وحيدًا للكرة العربية في المونديال للمرة الثانية أيضًا على التوالي، ليكون هو «النغمة» العربية الوحيدة في مونديال «السامبا».وكان الجزائر أيضًا هو ممثل الكرة العربية الوحيد في المونديال السابق أيضًا بجنوب أفريقيا 2010، ولم يفلح في المرور من الدور الأول بعد خسارته أمام سلوفينيا والولايات المتحدةالأمريكية بهدف واحد في كل مباراة، وتعادلها أمام إنجترا سلبيًا، لتحتل المركز الأخير في مجموعتها الثالثة بالمونديال السابق، برصيد نقطة واحدة وهدفين في مرماها .وتعد تلك هى المرة الخامسة في تاريخ المونديال التي يشارك فيها منتخب عربي واحد فقط، حيث كانت الأولى في إيطاليا 1934، وشهدت الظهور العربي والأفريقي الأول لصالح الفراعنة منتخب مصر، وانتظر العرب كثيرًا حتى ظهرت المغرب في مونديال المكسيك 1970، ثم ظهر المنتخب التونسي في مونديال الأرجنتين 1978، وبعد فترة ازدهار للكرة العربية شهدت العديد من المشاركات «1982 – 2006»، عادت الجزائر لتكون الممثل العربى الوحيد في كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ، مثلما سيظهر في البرازيل 2014 أيضًا .وكانت الكرة العربية قد اختفت تمامًا عن المشاركة في 8 نسخ من المونديال، ولم يشارك أي منتخب عربي في المونديال الأول في التاريخ «أوروجواي 1930»، وبعد ظهور مصر في النسخة الثانية من المونديال، ابتعدت الفرق العربية عن الظهور لأسباب عديدة، منها السياسي ومنها الحروب، حتى ظهرت المغرب في المكسيك 1970، ثم كان آخر مونديال بلا فرق عربية هو الذي أقيم في ألمانيا عام 1974، ومنذ ذلك الحين لم يلعب أي كأس للعالم بلا ظهور عربى، ولو حتى فريق واحد.وشهدا مونديالا المكسيك 1986 وفرنسا 1998، أغزر المشاركات العربية في كل منهما، حيث شارك ثلاثة منتخبات عربية في كل بطولة، فظهرت منتخبات الجزائر والمغرب والعراق سويًا في مونديال المكسيك 86، ثم لعبت منتخبات المغرب وتونس والسعودية، في مونديال فرنسا 1998 .وعادلت الجزائر الرقم القياسي للمشاركات العربية في المونديال عبر التاريخ، حيث تأهلت بتواجدها في البرازيل للمرة الرابعة في تاريخها «1982، 1986، 2010 ،2014»، معتمدة في كل مرة على جيل واحد تأهل مرتين متتاليتين إلى المونديال، وتساوت بذلك مع كل من المغرب التي وصلت إلى المونديال في أعوام «1970، 1986، 1994، 1998»، وتونس «1978، 1998، 2002 ،2006»، والسعودية «1994، 1998، 2002، 2006»، والأخيرة هى الدولة العربية الوحيدة التي تأهلت 4 مرات متتالية إلى المونديال.وكان مونديال 1982 بإسبانيا هو أول بطولة تشهد مشاركة فريقين عربيين «الجزائر والكويت»، وحقق الأول نتائج رائعة بالفوز على ألمانيا «2-1»، قبل أن تخسر أمام النمسا بهدفين ثم الفوز على شيلي «3-2»، ولا تتأهل بعد ما عرف ب«مؤامرة ألمانياوالنمسا» وقتها ليتأهلا سويًا، وقبلها كان المنتخب التونسي في مونديال الأرجنتين 1978، هو صاحب الفوز الأول للفرق العربية في كؤوس العالم بعد فوزه على المكسيك بنتيجة «3-1».ولا يزال المنتخب المغربي هو الفريق العربي الوحيد الذي نجح فى كسر قاعدة الخروج المبكر للكرة العربية، بعدما تأهل إلى الدور الثاني في مونديال المكسيك 1986، وتصدرت المغرب مجموعتها السادسة التي ضمت معها إنجلترا وبولندا والبرتغال، وتعادل أسود الأطلس مع بولندا وإنجلترا سلبيًا ثم الفوز «3-1» على البرتغال بالترتيب، إلا انها خسرت بصعوبة بالغة فى دور ال 16 أمام ألمانيا الغربية بهدف واحد فقط مقابل لاشئ، والمغرب كان أول فريق عربي وأفريقي يتخطى عقبة الدور الأول في المونديال، وثانى منتخب خارج القارة الأوروبية وأمريكا الجنوبية ينجح فى ذلك وقتها.وكان المنتخب المصري قد أُقصى من التصفيات النهائية للقارة الأفريقية المؤهلة للنهائيات في البرازيل 2014 بشكل قاس للغاية، بعدما خسر من المنتخب الغاني في مباراة الذهاب بستة أهداف مقابل هدف واحد، ولم يشفع له فوزه الشرفي «2-1» في لقاء العودة.. كما لم تنجح تونس في الاستفادة من لعب المباراة الأولى على ملعبها وتعادلت سلبيًا مع الكاميرون، التي أمطرت الشباك التونسية في لقاء العودة برباعية مقابل هدف واحد، و خسر الأردن على ملعبه ووسط جمهوره في ملحق «آسيا – أمريكا الجنوبية» أمام أوروجواى بخماسية نظيفة، قبل أن يتعادل سلبيًا في الإياب وتنتهى مغامرته هو الآخر، لتتأهل الجزائر فقط، نغمة عربية وحيدة فى مونديال السامبا.