مبارك والكومبارس

جدد مرض الرئيس مبارك قضية مستقبل الحكم فى مصر وأعاد بث القلق عند المصريين حول رئيسهم القادم، خاصة مع قرب الانتخابات الرئاسية التى لم يتبق عليها سوى 17 شهراً، وسط حالة من الغموض تسيطر على الموقف،
فالحزب الوطنى لم يعلن اسم مرشحه، والتوقعات تشير نحو إعادة ترشيح الرئيس مبارك، لكن تبقى المشكلة الأكبر عند المعارضة التى لم تجهز أو تعلن حتى الآن عن اسم مرشحها فى الانتخابات الرئاسية المهددة - كما كتبت من قبل - بعدم التنافسية، رغم كل الجدل الذى تشهده الساحة السياسية هذه الأيام.
د. محمد البرادعى يشترط تعديل الدستور حتى يتمكن من الترشح مستقلاً، والمعارضة الحزبية تؤجل قرارها حول المشاركة حتى بعد تجربة الانتخابات البرلمانية، لذلك يجب على د. البرادعى الذى يدور حوله الصخب بشدة هذه الأيام أن يعلن موقفه بدلاً من ذلك الوهم الذى نعيش فيه، فالرجل حتى الآن لم يرتق لمرتبة المرشح، حيث يصمم على تعديل الدستور ولم يبق أمامه سوى 5 أشهر فقط كفرصة أخيرة للالتحاق بالهيئة العليا لأحد الأحزاب ليكون مرشحاً حقيقياً وليس مرشحاً محتملاً حتى الآن، خاصة أن البرادعى حتى الآن لا تسانده قوى سياسية حقيقية، سواء الإخوان أو أحزاب المعارضة أو حتى النواب المستقلين بمجلس الشعب،
بينما اقتصر تأييده على حركة «كفاية» التى انخفض عدد أعضائها كثيراً وتراجعت شعبيتها خلال الفترة الماضية، ومجموعة 6 أبريل التى فشلت العام الماضى فى تحقيق الإضراب الذى كان سبباً وراء وجودها، أما موضوع جمع التوكيلات والتوقيعات ومجموعات ال«فيس بوك»، فإن الأعداد حتى الآن لم تصل لعدد الأصوات الاحتجاجية ضد النظام الحاكم الذين صوتوا لأيمن نور ونعمان جمعة فى الانتخابات الماضية.
حتى لو استجاب الحزب الوطنى وعدل المادة 76، ويسَّر من شروط ترشيح المستقلين، وخفّض عدد المزكين من نواب مجلسى الشعب والشورى وأعضاء المجالس المحلية بالمحافظات إلى النصف.. فيجب على البرادعى ضمان الحصول على تزكية 125 من هؤلاء الأعضاء، والواقع السياسى يؤكد أن هذا أمر مستحيل،
وبالتالى فإن كل ما يحدث من صخب حول البرادعى فى الساحة السياسية الآن هو دخان فى الهواء، أو بمعنى أدق هو حراك سياسى سيطور من العملية الديمقراطية، لكنه فى نهايته لن يصل إلى الهدف ولن يتمكن البرادعى من الترشيح، وسيكتشف المصريون أن الانتخابات الرئاسية المقبلة لن يترشح فيها سوى الرئيس مبارك ومعه بعض الكومبارس.