نشير إلى الأشياء دون التفكير كثيرًا في هذا الفعل المتطور، فمن خلال الإشارة بالأصبع، يمكنك السماح للأشخاص الآخرين معرفة ما تريد بلفت انتباههم إليك، وعلى الرغم من تطور هذه الإشارة، إلا أن الأطفال عادة يتعلمونها قبل بلوغهم عامهم الأول. وقال عالم الأحياء في جامعة «سانت أندروز»، «ريتشارد دبليو بيرن» إنه «لم تتمكن من معرفة مايريدونه، سيلفتون انتباهك إلى شيء معين»، وحينما قام العلماء باختبار فصائل أخرى، وجدوا أن الإشارة هي هدية نادرة في مملكة الحيوانات، حتى في الفصائل الأقرب إلينا، مثل: الشمبانزي، حيث ظهرت لديهم القدرة على الإشارة. وأضاف «بيرن»: «الآن اكتشفنا الحيوانات البرية الوحيدة التي تظهر قدرتها على فهم الإشارة، وهي الفيلة»، مشيرًا إلى أن «الدراسة التي تضمنت 11 فيلًا فقط، لا تكاد تكون هي الأحدث في هذا الموضوع، ولكنها تثير احتمالية مثيرة للاستفزاز، وهي أن الفيلة لديها ذكاء اجتماعي عميق ينافس البشر، في بعض الطرق». ويستخدم الباحثون اختبارًا بسيطًا، ولكنه قوي لمعرفة ما إذا كانت الحيوانات تفهم الإشارة أم لا؟ حيث يقومون بوضع الغذاء في واحدة من حاويتين متماثلتين، ثم يقومون بالإشارة إلى الحاوية التي يوجد بها الطعام، ثم ينتظرون لمعرفة أي حاوية سيقترب منها الحيوان، وبينما فشلت القردة، ومعظم الحيوانات الأخرى في الاختبار، ونجحت بعضها فيه، ومعظمهم من الثدييات المستأنسة، كما أن الكلاب خاصة أثبتت أنها قادرة على فهم الإشارة. ودفعت هذه النتائج بعض الباحثين إلى التكهن بأنه أثناء ترويض الحيوانات، تتطور الحيوانات، لتصبح على وعي تام بالبشر، ويُقدِّم علماء آخرون حجة مختلفة، حيث يقولون: إن أسلاف البرية، مثل: الكلاب، كانت على علم تمامًا ببعضها، وفي الواقع، أن القدرة الموجودة من قبل قد تكون هي السبب في جعل هذه الفصائل البرية سهلة الترويض . وفي منتصف العام 2000، بدأ الدكتور «بيرن» في التساؤل عما إذا كان يمكن للفيلة اجتياز اختبار الإشارة أيضًا، ووجد الباحث أن الفيلة يمكن أن تمييز بين روائح الناس من قطع الملابس المخفية، في بعض الأحيان، ولاحظ أيضا أن الفيلة تعقص جسمها من أجل معرفة مصدر الرائحة، حيث أوضح قائلا: «ربما كانوا يقومون بالإشارة، لكننا لا نعرف ذلك». والطريقة المنطقية لبدء استكشاف هذه الإمكانية، هي إخضاع الفيلة للاختبار، ولكن هذه الثدييات العملاقة هي أصعب بكثير للتعامل معها من الكلاب.