ولكم فى دستور 1923 أسوة حسنة

كان لثورة 1919 بزعامة سعد زغلول باشا دور مهم فى صدور التصريح البريطانى باستقلال مصر فى 28 فبراير 1922، وقد لعبت الحركة الوطنية دوراً تاريخياً عندما وضعت فى أولى مهامها وضع دستور يحقق طموحات وكفاح الشعب المصرى فسارعت بتشكيل لجنة من 30 عضوا ممثلين للأحزاب الوطنية وقادة الحركة الوطنية والزعامات الشعبية وصدور دستور 1923، وكان ذلك تتويجا لكفاح شعب مصر وعلامة بارزة فى تاريخ مصر فهذا الدستور فرض قيودا شديدة على سلطات الملك ومكن الشعب من ممارسة سيادته من خلال مجلس نيابى ينازعه السلطان وحكومة برلمانية ممثلة للسلطة التنفيذية!
ولقد ضاق الملك فؤاد من هذا الدستور ووجد من ترزية القوانين من يضع دستورا جديدا يعطى للملك جميع السلطات مثل الاعتراض على أى قانون يقره البرلمان والحد من محاسبته للوزراء و....
وفى 22 فبراير 1930 استصدر إسماعيل صدقى باشا مرسوما ملكيا بإلغاء دستور 1923 والذى لم يكن من المؤمنين بالحياة الديمقراطية وبذلك صدر دستور 1930 ليطلق يد الملك فؤاد فى جميع مناحى الحياة دون أى معارضة..
إلا أن الشعب المصرى ظل يقاوم هذا الدستور واستطاع من خلال الجبهة الوطنية أن يسقط دستور 1930 بعد خمس سنوات والعودة مرة أخرى بدستور 1923، وكان هذا تتويجا لكفاح الشعب البطل - هذا وقد ظل العمل به حتى جاءت ثورة 1952 وقامت بإلغائه فى ديسمبر 1952. ولكن كيف استطاع هذا الشعب فى هذا الزمان إلغاء دستور فرض عليهم من قبل الملك ولم يكونوا يطلبون تعديل بعض المواد؟
القاهرة