بعيداً عن الجدل القانونى حول ظهور أحمد شوبير على شاشات قنوات الحياة، وما يصاحبه من فتاوى تطرح قضية «الكابتن» على أى منتدى، يمكن أن أسجل ملاحظة ربما مرت بهدوء دون التفات، واسمح لى بأن أربط بين قضية منع شوبير من الظهور، وقضية استقالة علاء صادق من «مودرن سبورت» قبل أشهر. كلا الرجلين له وزنه فى مجاله، وله نجوميته بين جماهير كرة القدم، وكلا الرجلين تسبب فى أزمة مع القناة التى يطل من خلالها بسبب مواقفه الشخصية، وقضاياه الخاصة جداً. كانت لشوبير خصومة شخصية مع القانونى المثير للجدل مرتضى منصور، وهى خصومة نابعة من كونه شوبير، وليس بسبب إطلالته من قناة الحياة، وكانت ستظل على وتيرتها الساخنة لو كان الرجل يطل عبر أى قناة أخرى. لم تكن هناك مصلحة لقنوات الحياة فى هذه الخصومة، لكن فى الوقت نفسه تركت المجال لشوبير ليستخدم طلته عبرها فى تصفية حساباته الشخصية جداً وبالطريقة التى أرادها، وبمستوى الخطاب الذى حدده. وكانت لعلاء صادق خصومة مع زملائه فى قناة مودرن سبورت، وأيضاً تركت إدارة القناة لصادق وخصومه المجال للطعن فى بعضهما، بمباشرة أو بمواربة، حتى قدّم الرجل استقالته على الهواء، معرضاً بالقناة وزملائه. ما يربط بين شوبير وصادق أن كليهما «فتح النار» على قناته عقب إبعاده عن شاشتها، واتفق الاثنان فى جملة واحدة : «بذلت جهداً خارقاً فى تأسيس القناة وترويجها للجمهور» بهذا المعنى تحرك الرجلان، قال صادق: من كان يسمع عن مودرن قبل ظهورى على شاشتها؟ وقال شوبير إنه صاحب فضل فى انتشار قناة الحياة وتزايد مشاهديها، وكأن الاثنين كانا يعملان بتطوع ودون أجر، وكأن ما فعلاه لم يكن وظيفة محددة بعقد، ومثمنة بأجر محترم، فإذا كانا فعلا فقد أديا واجبهما وأثيبا عليه، وإن لم يفعلا كانا مقصرين، لكن فكرة «المعايرة» التى تبناها الاثنان ليست أخلاقية ولا منطقية على السواء. الأزمة فى هذا المجال ليست أزمة شوبير ولا علاء صادق ولا غيرهما من نجوم الكرة والمرتزقين من ورائها، الذين تحولوا إلى نجوم فى سماء الإعلام دون مقومات أو مبررات مهنية كافية، وإنما فى طبيعة الإعلام الرياضى الذى يفتح ذراعيه لأى شخص لمجرد أنه يحمل تاريخاً فى الملاعب، وفى طبيعة جمهور الرياضة الذى يفكر بعواطفه، ويجول بين أزرار «الريموت كونترول» بحثاً عمن يدغدغ مشاعره الرياضية ويغازل انتماءاته. لكن الأزمة الحقيقية فى الإدارة الإعلامية لهذه القنوات الرياضية، التى تسمح للعاملين فيها بالتحرك على شاشاتها، دون معايير مهنية، ولا التزامات أخلاقية، وتقبل بخلط العام بالشخصى، وتسمح للإعلامى بأن يخوض معاركه الخاصة على شاشاتها، وأن يروج لنفسه، وتقبل بتجاوز تلو تجاوز، حتى تنفجر بالونة التجاوزات فتضطر للتدخل، وفى النهاية يعايرها «الكابتن» على طريقة صادق وشوبير، ويذكّرها بأنها كانت «نكرة» قبل أن ينفخ فيها من عبقريته الإعلامية..! [email protected]