واشنطن ترحب بالطلب الفلسطينى تقديم خريطة بحدود إسرائيل

رحبت الولايات المتحدة بالاقتراح الفلسطينى، رداً على عرض رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، معتبرة أن ذلك هو «نوع الحوار» القادر على تسوية الخلاف حول الاستيطان اليهودى، إلا أنها أضافت أن هذا النوع من الاتصالات يجب أن يجرى ضمن نطاق المفاوضات المباشرة بين الطرفين وليس عبر وسائل الإعلام.
وكان ياسر عبدربه، مسؤول منظمة التحرير الفلسطينية، قد طالب الإدارة الأمريكية وحكومة إسرائيل بأن تقدما خريطة لدولة إسرائيل اليهودية، متسائلاً: هل «هذه الخارطة على حدود (حرب) عام 1967 أم أنها تشمل الأرض الفلسطينية وبيوتنا، التى نعيش فيها فى الضفة الغربية وغزة والقدس؟»، وذلك بعد أن طلبت واشنطن صياغة مقترح مضاد لعرض نتنياهو بتجميد مؤقت للاستيطان، مقابل الاعتراف بإسرائيل «دولة يهودية».
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولى أمس ، معلقا على الطلب الفلسطينى: «إنه بالتحديد نوع الحوار، الذى يحتاج إليه الإسرائيليون والفلسطينيون لتبادل الأفكار حول كيفية تحقيق تقدم فى العملية للوصول إلى نتيجة ناجحة»، وأضاف «لكن هذا الأمر يذكرنا أيضا بحدود المقترحات والمقترحات المضادة، التى تقدم عن بعد بواسطة الإعلام، عوضاً عن الجلوس وجها لوجه فى حوار مباشر»، مشدداً على ضرورة التزام الإسرائيليين والفلسطينيين بالمفاوضات المباشرة.
وأكد «كراولى» فى الوقت نفسه أنه على إسرائيل كدولة ديمقراطية أن تضمن حماية جميع مواطنيها من اليهود وغير اليهود، بغض النظر عن يهودية الدولة وقانون الجنسية الجديد فى إسرائيل.
وعلى الجانب الفلسطينى، نددت قوى فلسطينية اليوم الخميس، بتصريحات عبدربه، التى نقلتها صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية بأن الفلسطينيين على استعداد للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، مقابل دولة فلسطينية فى حدود 1967، حيث اعتبرت «حماس» فى بيان أن هذه التصريحات «مخالفة للثوابت والإجماع الوطنى وطعنة لكل لاجئ ومواطن فلسطينى أصيل فى أراضى 1948».
كما رفض عدد من قياديى الشعب الفلسطينى بالداخل المحتل عام 1948 (عرب إسرائيل) تصريحات عبدربه، وطالب جمال زحالقة، العضو العربى بالكنيست الإسرائيلى عن حزب التجمع الوطنى، عبدربه بالاستقالة من منصبه فورا، كما اعتبرت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» تصريحات عبدربه لا تمثل منظمة التحرير الفلسطينية أو الشعب الفلسطينى ولا يمثل فيها سوى نفسه.
من جانبها، شنت حركة «فتح» هجوما لاذعا على عبدربه، وجدد أمين سر المجلس الثورى لحركة فتح، أمين مقبول، التأكيد على رفض المطلب الإسرائيلى باعتراف الفلسطينيين ب«الدولة اليهودية» كشرط لوقف عمليات الاستيطان والاستمرار فى المفاوضات.
وفى الداخل الإسرائيلى، ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية على موقعها الإلكترونى، أمس الأول، أن 4 أعضاء من حزب «العمل» فى الكنيست الإسرائيلى وقعوا على عريضة تدعو نتنياهو للرد على اتهامات بأن سياسته الدبلوماسية تسببت فى عزلة إسرائيل عن العالم.
وبذلك، انضم الأعضاء ال4 من حزب العمل وهم إيتان كابل وغالب مجادلة وعمير بيرتس ودانيال بن شيمون إلى جهود حزب «كاديما» الإسرائيلى، الذى تتزعمه وزيرة الخارجية السابقة تسيبى ليفنى فى العريضة، التى تقدم بها الحزب.
واستمراراً لمسلسل الانتهاكات الإسرائيلية فى القدس المحتلة، طلب رئيس بلدية القدس نير بركات من نتنياهو الموافقة على خطة بلدية مثيرة للجدل تتعلق بمشروع بناء حديقة أثرية يهودية فى القطاع الشرقى من المدينة المقدسة، حيث تقطن غالبية عربية، كما اقترح إطلاق 3 مشاريع تنمية مدنية فى 4 أحياء عربية أخرى فى القدس الشرقية.
وكانت موافقة أولى أعطتها البلدية فى يونيو لمشروع بناء الحديقة- الذى سيؤدى تطبيقه إلى تدمير 22 منزلاً عربياً-، واجهت تنديداً من قِبَل الفلسطينيين مما أثار حركة احتجاجات دولية.