الأحزاب تكشف أوراق انتخابات «الشيوخ»    «نقابة النيابات»: مصر لن تسمح بعودة الإرهاب ويجب التصدي لمحاولات "حسم    إجراءات صارمة لضبط حملات الدعاية فى انتخابات الشيوخ    وزير الري يتابع إجراءات اختيار "قادة الجيل الثاني لمنظومة الري المصرية 2.0"    السكن البديل للإيجار القديم    عيار 24 يسجل 5308 جنيهات للجرام .. . تعرف علي سعر الذهب اليوم في مصر وسط تغيرات محدودة    توريد 602 ألف و 484 طنا من القمح لصوامع وشون الشرقية    رئيس الوزراء يتابع عددا من الموضوعات وملفات عمل جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة    الرئيس السيسي: نقدر حرص ترامب على التوصل لاتفاق عادل بشأن «السد الإثيوبى»    الإعصار «ويفا» يضرب هونج كونج برياح شديدة وأمطار غزيرة    مصادر: تحليق لطائرات حربية يعتقد أنها إسرائيلية في سماء السويداء    اتفاق مبدئي بين الزمالك وجناح لوزيرين وخطوة قبل حسم الصفقة "خاص"    سانشو يقترب من العودة.. يوفنتوس يحسم اتفاقه مع مانشستر يونايتد    بسبب طول الموسم الماضي.. الريال قد يجدد طلبه بتأجيل جولته الأولى بالدوري    مدرب الزمالك السابق بعد ظهور فتوح مع إمام عاشور: «اتفق معاك على 2 مليون؟»    تعاقد الأهلى مع ريبيرو خطأ كبير ومونديال «الأندية» غير عادل    البكالوريا هل «التعليم» جاهز لتطبيق بديل الثانوية؟    عفاريت الأسفلت فى قبضة الداخلية    بوسي: بعرف أفصل بين حياتي الفنية والشخصية.. لكن الشهرة ليها ضريبة|خاص    تعرف على برنامج عروض وندوات اليوم الثاني من فعاليات «القومي للمسرح»    طريقة عمل الحواوشي في البيت، غداء سريع التحضير وموفر    انطلاق فعاليات حملة «100 يوم صحة» بالإسكندرية    احذر هذه الأخطاء ال 8 عند تناول بذور الشيا.. فوائدها قد تنقلب ضدك    بايرن ميونخ يقترب من حسم صفقة لويس دياز مقابل 75 مليون يورو    «الغندور» يكشف موعد الإعلان عن صفقة الزمالك الجديدة    جنبلاط: أي دعوة لحماية دولية أو إسرائيلية تشّكل مسّاً بسيادة سوريا    نيويورك تايمز: روسيا حققت مكاسب كبيرة على الأرض فى أوكرانيا خلال يونيو    انقلاب سيارة نقل ثقيل بمحور الشهيد باسم فكرى بقنا ومحاولة لرفعها وفتح الطريق    توفى بعدها بدقائق.. تشييع جثامين أم ونجلها من كنيسة الأزهرى ببنى سويف.. صور    شيحة: لدينا هيئة وطنية مستقلة تشرف على الانتخابات وتحقق نوعا من التوازن    التقديم إلكترونيًا بدءًا من اليوم.. شروط القبول في وظائف الهيئة القومية للأنفاق 2025    قناة "مصر قرآن كريم" تحيى ذكرى رحيل الشيخ محمود علي البنا    قبل طرحه.. تفاصيل 10 أغنيات تقدمها آمال ماهر في ألبوم «حاجة غير»    ندوة لمناقشة كتاب "ثورة عبد الناصر" ووثائق ثورة يوليو للمؤرخ جمال شقرة.. الأربعاء 23 يوليو    مجلس الوزراء: "حياة كريمة" تُغير وجه القرى.. شرايين التنمية تنبض فى الشرقية    الرئيس السيسي يستقبل قائد القيادة المركزية الأمريكية    الصحف العالمية اليوم: مساعدو ترامب ناقشوا إنهاء عقود الحكومة الفيدرالية مع شركة إيلون ماسك بعد خلافه مع الرئيس.. الاستقالات تتوالى داخل البنتاجون.. وبريطانيا فى مرمى دعوى قضائية لعدم إجلائها أطفالاً من غزة    رحلة الرزق انتهت.. حوض المرح ابتلع الشقيقات سندس وساندي ونورسين بالبحيرة    الشيخ أحمد خليل: البركة في السعي لا في التواكل    أمين الفتوى: الرضاعة تجعل الشخص أخًا لأبناء المرضعة وليس خالًا لهم    غلق 143 محلًا لمخالفة قرار ترشيد استهلاك الكهرباء    قرار وزاري برد الجنسية المصرية ل21 مواطنًا    شوبير: رحيل وسام أبو علي يقترب.. وبديله في الطريق ل الأهلي    مصر ترحب بالتوقيع على إعلان المبادئ بين الكونغو وحركة 23 مارس    كامل الوزير يتفقد 3 مصانع متخصصة في الصناعات الغذائية والمعدنية ومواد البناء بالعبور    أسباب ارتفاع أسعار الأدوية في الصيدليات.. «الغرف التجارية» توضح    ضم تخصصات جديدة، كل ما تريد معرفته عن تعديل قانون أعضاء المهن الطبية    نتيجة الثانوية العامة 2025 بالاسم ورقم الجلوس.. رابط الاستعلام عبر موقع الوزارة (فور اعتمادها)    حكم قراءة الفاتحة للمأموم في الصلاة الجهرية؟.. أمين الفتوى يجيب    حكم استخدام شبكات الواى فاى بدون علم أصحابها.. دار الإفتاء تجيب    لعدم ارتداء الخوذة.. ضبط 566 مخالفة لقائدي الدراجات النارية    مؤشرات البورصة تكتسي باللون الأخضر بمستهل جلسة اليوم    «بين الخصوصية والسلام الداخلي»: 3 أبراج تهرب من العالم الرقمي (هل برجك من بينهم؟)    زكى القاضى: إسرائيل لا تريد رؤية الفلسطينيين وتسعى لتفنيذ مخطط التهجير    دعوى قضائية ضد حكومة بريطانيا لقرارها عدم إجلاء أطفال مرضى من غزة    وزير الإسكان يتابع تطوير منظومة الصرف الصناعي بالعاشر من رمضان    دعاء الفجر | اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك    حنان ماضي تُعيد الزمن الجميل.. ليلة موسيقية بنكهة التسعينيات في «المكشوف»| صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل تدعم أمريكا التغيير فى مصر؟
نشر في المصري اليوم يوم 06 - 10 - 2010

تستحق علاقة أمريكا بالتحول السياسى فى مصر لمناقشة جدية، ففى الآونة الأخيرة، لم تعد هناك فقط رموز فى الحكم تتصرف وكأن لأمريكا دوراً مهماً فى أى تحول سياسى تشهده مصر، وإنما صارت هناك بعض رموز فى المعارضة تؤمن بوجود ذلك الدور، بل وصار البعض يأمل فيه ويحبذه. وبينما يبدو طبيعيا لنظام حكم يشعر فى أعماقه بانفصاله عن نبض الشارع أن يعول بعض رموزه على الضوء الأخضر من القوة العظمى، فإن مثل ذلك الإيمان بالدور الأمريكى لم يكن ليرد على ذهن أحد فى المعارضة الوطنية لولا تسرب اليأس للنفوس والشعور بانسداد أفق التحول الديمقراطى الطبيعى، فيكون المرء مستعداً للتعلق بقشة، حتى ولو كانت سراباً أو خطراً محدقاً.
والحقيقة أن التعويل على دور أمريكى فى التحول الديمقراطى فى مصر ينطوى على تقدير للأمور فيه خلط واضح بين أمور لا يجوز الخلط بينها ودرجة عالية من التبسيط والتعميم، فضلا عن أنه مقطوع الصلة تماماً بالتاريخ بل وبالجغرافيا.
فعلى سبيل المثال هناك فارق كبير بين القول بأن النفوذ الأمريكى فى مصر قد تمت مأسسته وصار ذا طابع هيكلى على نحو يؤدى لاتخاذ التحولات السياسية فى مصر مساراً لا يبتعد كثيراً على الأرجح عن حماية المصالح الأمريكية الجوهرية وبين القول بأن أى تحول سياسى فى مصر لا يحدث إلا إذا وافقت عليه أمريكا، وهناك فارق كبير أيضاً بين أن تمتنع أمريكا عن دعم نظام سياسى كانت تدعمه، وبين أن تسعى بنفسها لقلبه أو دعم خصومه.
أما التبسيط والتعميم فهو ذلك يتحدث كما فى الفقرة السابقة عن دعم «أمريكا» لنظام سياسى أو لخصومه، فأمريكا ليست كما يتصور البعض تتحرك دائماً وكأنها على قلب رجل واحد، فهناك عشرات من الحالات التاريخية التى كانت فيها مثلاً المخابرات أو البيت الأبيض يسعيان لقلب نظام حكم ما، بينما تعارض ذلك بشدة وزارة الدفاع أو الخارجية، وحالات أخرى كان فيها الكونجرس فى طليعة القوى التى تؤيد حركة سياسية ما ضد نظام سياسى، بينما يعارض ذلك بشدة البيت الأبيض، معنى ذلك أن أسيادنا فى الحكم والمعارضة المصرية عليهم أن يدركوا أن تلك لعبة خطرة إذا ما دخلها أحدهم، فعليه أن يقبل بأنه إذا حانت لحظة الجد فالموضوع سيحسمه المنتصر فى الصراع الدائر فى واشنطن لا فى القاهرة.
والحقيقة أن الذين يأملون فى دعم أمريكى للديمقراطية يصدقون الدعاية ولا يقرأون التاريخ، فأمريكا ليست جمعية خيرية وإنما دولة عظمى لها مصالح تسعى للحفاظ عليها وهى فى حمايتها لتلك المصالح لها سجل تاريخى طويل فى قلب نظم حكم ديمقراطية وليس العكس من إيران لشيلى ومن جواتيمالا لأنجولا.
لكن الأهم من هذا وذاك أنه لا يجوز لنا نحن المصريين أن ننسى أبداً أن العلاقات المصرية الأمريكية منذ توثيقها بعد اتفاقية كامب ديفيد لم تكن أبداً علاقة ثنائية وإنما ظلت منذ اللحظة الأولى وحتى الآن علاقة ثلاثية، فإسرائيل طرف رئيسى، فى تلك العلاقة، لايغيب عنها أبداً، وتلك مسألة مهمة لفهم ماجرى فى عهد بوش،
فالبعض يتوق لذلك الوقت على أساس أن إدارة بوش «مارست ضغوطاً على النظام المصرى كان لها تأثيرها»، والحقيقة أن هذا الرأى لا يقوم على أى أسس موضوعية، فما حدث فى عهد بوش لم يكن دعماً للديمقراطية وإنما كان استخداماً لموضوع الديمقراطية كأداة للضغط على نظم حكم بعينها من أجل دفعها دفعا لاتخاذ مواقف فى قضايا إقليمية لاعلاقة لها أصلاً بقضية الديمقراطية، وهى لعبة برع فيها بالمناسبة المحافظون الجدد منذ الحرب الباردة، ففى عهد بوش الابن كانت الديمقراطية أداة استخدمت للضغط على مصر للرضوخ للمطالب الأمريكية الإسرائيلية بشأن الأنفاق على الحدود مع غزة، والحملة ضد مصر وقتها استمرت سنوات عدة فى الإدارة والكونجرس معا..
ومن يقرأ مشروعات القوانين التى قدمت وقتها باسم الديمقراطية يدرك ذلك بوضوح، صحيح أن الحيثيات أشارت للديمقراطية إلا أن أغلبها كان يتعلق صراحة بإسرائيل، وقد وصلت الحملة لذروتها حين صدر قانون الاعتمادات عام 2007 ليعلق 100 مليون دولار من المعونة لمصر ،إلى أن تشهد وزيرة الخارجية الأمريكية أن مصر تقوم بضبط الأنفاق بفاعلية، وقتها زار مصر مسؤولون أمريكيون، قدموا اقتراحين، كان أحدهما بناء الجدار العازل، ثم جرت مياه كثيرة شهدت بعدها كوندوليزا رايس لصالح مصر وتم وقف تعليق المعونة، ومنذ ذلك التاريخ اختفت اللغة العدوانية ضد نظام الحكم فى مصر، وصارت أقرب إلى لغة «النصح والتشجيع» لا التهديد والوعيد.
بعبارة أخرى، أمريكا مهتمة للغاية بما يجرى فى مصر لتأثيره على مصالحها، لكن هذا لا يعنى بالضرورة تدخلها، أما تدخلها لصالح الديمقراطية لا ضدها فهو مشروط بأن يهدد الوضع الراهن مصالحها بشكل مباشر، وأن تكون القوى الديمقراطية مستعدة للوفاء بمستلزمات العلاقة الثلاثية بين مصر وأمريكا وإسرائيل.
لكن الأهم من هذا وذاك أنه يستحيل عمليا على أمريكا أن يكون لها دور فى التحول السياسى فى مصر، إلا إذا كان هذا الدور موجودا فى أذهاننا نحن أولا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.