شهدت مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، السبت، حالة من الهدوء الحذر، عقب المواجهات التي اندلعت بين متظاهرين معارضين للنظام، ومجموعة من الملثمين، مساء الجمعة، استخدمت فيها الأسلحة النارية والبيضاء. بدأت الأحداث بتنظيم مسيرة مناهضة لنظام مرسي، انطلقت عقب أداء صلاة الجمعة بميدان الشون، بامتداد شارع البحر، والتي طافت شوارع المحلة، وخاصة عدد من المناطق الشعبية، وتوقفت أمام الأقسام مرددة هتاف «الشعب والشرطة إيد واحدة». ونظمت القوى الثورية مسيرات مسائية ضمت المئات من المتظاهرين، رفعوا خلالها لافتة ضخمة تحمل صورة لمرسى، وتحمل عبارة «ارحل»، وردد المتظاهرون العديد من الهتافات التي تندد بالنظام منها «دم بدم.. رصاص برصاص.. مش هنقول سلمية خلاص»، «كدّابين.. سفاحين.. قتلوا أخوتنا باسم الدين»، «إخوان كاذبون.. مكانهم السجون». فيما حاول بعض المتظاهرين والصبية الصعود إلى مقر حزب الحرية والعدالة الواقع بالطابق الثالث ببرج الثور بشارع البحر، إلا إنهم اكتشفوا إغلاق ببوابة حديدية، وعدم تواجد أحد من أفراد الحزب داخله، بينما قام بعض السكان بصرف المتظاهرين. وتصاعدت الأوضاع بعد أن أطلق ملتحون طلقات نارية في الهواء، وطاردوا المتظاهرين الذين تفرقوا في شوارع جانبية في محيط ميدان الشون، وسادت حالة من الهلع لدى المواطنين الذين فروا من موقع الأحداث، وشهدت المدينة حالة من الفوضى المرورية في شارع البحر. وقال شهود عيان إن المتظاهرين اعتدوا على شاب ملتحي يدعى «محمود.إ.ا» بميدان الشون، وحاولوا حلاقة لحيته، وقاموا بتسليمه إلى قسم شرطة ثاني المحلة وبحوزته طبنجة صوت، واتهموه بالتعرض للمسيرات المنددة لمرسي. وأضاف الشهود أن بعد الواقعة، فوجىء المتظاهرون بنحو 15 شخصيا من تجار شارع العباسي القديم بالمحلة، يحملون أسلحة نارية، يطلقون منها طلقات في الهواء، أمام مركز إخوان خليل التجاري بشارع البحر، وطاردوا المتظاهرين حتى ميدان الشون، حيث تفرق المتظاهرين. وأكد الشهود أن المتظاهرين حطموا عددا من المحلات التجارية بمنطقة البساينه، والسويقة، وطعنوا شخصا ملتحيا يدعى الشيخ أمين، تم نقله إلى المستشفى، مما دفع الملتحون الملثمون إلى الهجوم مرة أخرى على المتظاهرين بميدان الشون، وأطلقوا طلقات نارية في الهواء من رشاشات آلية، لإرهاب المتظاهرين، مطالبين بإخلاء سبيل زميلهم المحتجز داخل قسم شرطة ثاني المحلة. من جانبها، عززت قوات الأمن من تواجدها أمام قسم شرطة ثاني المحلة، وتم استدعاء تشكيلات أمنية، وعدداً من المصفحات الأمنية، وقوات مكافحة الشغب، خوفًا من محاولات اقتحام ديوان القسم، وتم تشكيل فريق بحث لضبط الملثمين.