بعدما ذكرت صحيفة هارتس العبريه أن إسرائيل لا تنوي التعاون مع الطاقم الذي شكله مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لتقصي أحداث الهجوم الإسرائيلي على قافلة السفن الدولية التي كانت في طريقها إلى قطاع غزة يوم 31/5/2010 وأوضحت أن رفض التعاون مع هذا الطاقم يأتي من منطلق خوف مسؤولين في وزارتي الخارجية والجيش الإسرائيلي بأن يتم إضفاء صبغة الشرعية على مجلس حقوق الإنسان الذي يواصل حسب إعتقادهم 'نهجه المعادي لإسرائيل بشكل استحواذي، هذه هي سياسة إسرائيل غير المعترفة بحقوق الإنسان ولا بالشرعية الدولية . على الجانب الآخر من كل ما يجرى حولنا ومحاولة كسر الجمود في المفاوضات والدفع بالعربة إلى الأمام نجد أن هناك رفضا شعبيا لكل ما يجري ... لن أتحدث في هذا المقال عن الرفض الشعبي العربي للمفاوضات وضياع كل آماله في إمكانية تحقيق أي تقدم حقيقي ملموس أو إختراق للعقلية الصهيونية التي ترفض بكل ما تستطيع من تأثير دولي أو تنفيذ جرائم حرب وعدوان أو إطلاق الحملات الإعلامية الملفقة والكاذبة، بل سأتحدث عن العقلية العدائية الصهيونية لكل ما هو عربي، وذهابهم إلى قتل كل من يؤمن بفكرة إعادة الأرض للعرب الفلسطينيين، هذه العقلية نفسها هي التي قامت بإعدام رابين بالرصاص قبل خمسة عشر عاما ... هذه العقلية هي إمتداد إجرامي لمبادئ العصابات الصهيونية التي شكلت النواة الأولى للكيان الصهيوني فوق أرضنا الفلسطينية قبل أكثر من مائة عام ... هذه العقلية هي التي حاولت اغتيال سكرتير عام الحزب الشيوعي الإسرائيلي، مائير فلنر، حين كان نائبا في البرلمان الإسرائيلي، والذي أصيب بطعنات كادت تودي بحياته لأنه صرخ من على منصة الكنيست الإسرائيلي في وجوه قادة إسرائيل في 1967 قائلا لهم: انتم مجرمو حرب! نعم هم مجرمو حرب .. ويجب ألا ننسى قيامهم بالمجازر الدموية في البلاد العربية حيث الوجود والشتات الفلسطيني، فهل ننسى مجزرة صبرا وشاتيلا، ونعم العقلية الصهيونية واحدة في التعامل مع أي شخص يدينها أو يكشف الحقائق .. فلقد تم اغتيال ناشط السلام الإسرائيلي إيميل غرينتسفايغ خلال تظاهرة لحركة "السلام الآن" ضد الحرب على لبنان في عام 1982 أي في نفس السنة التي نفذت إسرائيل أبشع جرائمها ومجازرها ضد الإنسان الفلسطيني .. في الوقت الذي يُدمن العقل الصهيوني تخليد ذكرى القتلة وحماية مجرمي الحرب، فها هي المؤسسة الصهيونية المتمثلة في الكنيست الإسرائيلي قد أقرت قانونا يقضي بتخليد ذكرى الارهابي رحبعام زائيفي صاحب نظرية الإبادة ضد العرب الفلسطينيين .. وحتى أن الإرهابي شارون لم يسلم من التهديدات الصهيونية بقتلة أيام الإنسحاب الإسرائيلي الأحادي الجانب من قطاع غزة عام 2005م .. وهذا الشيء وهذه العقلية الإجرامية ليست وليدة الحفاظ على الكيان الصهيوني ولكنها بفعل التغذية الإرهابية والحاقدة في مدارس إسرائيل حيث أساس هذه الكراهية والتحريض اللذين يتغذى عليهما الأطفال من لحظة تفتح عيونهم وحتى إنهاء دراستهم المدرسية وتوجههم فورا إلى خدمة آلة الحرب الإسرائيلية من خلال التجنيد الإجباري . يوم الأربعاء 6/1/2010 نقلت الصحف العبرية في صدر صفحاتها الأولى .. حيث يقول الخبر (إذا كنت تعتقد أنك قادر على هدم المستوطنات فأنت واهم حتما سنقتلك ) وتضمنت الرسالة كذلك حسب المصادر الإسرائيلية عبارات مثل "سنقتص منك أو من أولادك أو عائلتك أو أي شخص عزيز عليك ... وإذا لم ننجح الآن في قتلك سننجح بعد ان تنهي عملك كوزير وتكون بدون حراسة". .. فلمن وجهت هذه الرسالة..؟؟!! ومن الذي قام بتوجيهها .. تقول الصحيفة ونقل التلفزيون الصهيوني القناة العاشرة الرسالة التي تلقاها وزير الحرب الصهيوني أيهود باراك عدد من رسائل التهديد بالقتل والمساس بعائلته في حال أستمر في قرار تجميد البناء في المستوطنات .. كل هذه التصريحات والأفعال أن دلت علي شيئا فإنما تدل علي نيات الإسرائيلين تجاه التعايش السلمي مع العرب وأثبت أن السلام لم يكن ولن يكون هدف إسرائيل لأنه يتنافى مع أهدافها وأطماعها... وإسرائيل لا يمكن أن تتورع عن فعل أي شيء لأجل عدم إعادة أي شيء من الحق العربي .. إذن كيف يمكن أن نصدق أن هناك أي إمكانية لوقف الاستيطان أو إقامة الدولة الفلسطينية لتكون القدس عاصمتها وكذلك الحدود وعودة اللاجئين والثوابت الفلسطينية... فمن لديه أي كلام غير هذا فليتفضل لقول غير ذلك ..!!!