بعد يوم من استيلاء البحرية الإسرائيلية على سفينة المساعدات الأيرلندية ريتشيل كورى طردت إسرائيل طاقم السفينة والمتضامنين ال 91 بعد توقعيهم وثيقة تمنعهم من اللجوء للقضاء الإسرائيلى احتجاجاً على اعتراض سفينتهم. في الوقت الذي خضعت فيه تل أبيب للضغوط الدولية لتشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول الاعتداء علي أسطول الحرية الاثنين الماضي. الغضب الدولى ضد إسرائيل وأعلنت متحدثة باسم مكتب الهجرة الإسرائيلي أن كل ناشطي وأفراد طاقم السفينة الايرلندية ريتشل كوري سيطردون من اسرائيل, إثر اعتراضهم وهم في طريقهم لكسر الحصار المفروض علي غزة.وقالت المتحدثة سابين حداد إن كل الاشخاص الذين كانوا علي متن السفينة سيرحلون بعدما وقعوا وثيقة تؤكد أنهم يتخلون عن اللجوء إلي القضاء الإسرائيلي ضد هذا الإجراء. وأضافت أن ستة ماليزيين وكوبيا سيغادرون اسرائيل عن طريق جسر الملك حسين( معبر اللنبي) إلي الاردن بينما سيغادر ال12 الباقون إسرائيل من مطار بن جوريون الدولي قرب تل أبيب. وقال مسئولون في إدارة الهجرة إن هذه العملية تأخرت بعدما رفض الناشطون الايرلنديون الخمسة بمن فيهم ميريد ماجواير(66 عاما) الحائزة علي جائزة نوبل للسلام في1976 والمدافعة عن القضية الفلسطينية, توقيع وثيقة تنازلهم هذه. جاء ذلك في الوقت الذي يبحثفيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو صباح اليوم خلال جلسة للمنتدي الوزاري السباعي طلبات تقدمت بها العديد من الدول لتشكيل لجنة لتقصي الحقائق التي واكبت عملية الاستيلاء علي أسطول الحرية. وأكدت مصادر سياسية إسرائيلية استعداد اسرائيل للنظر في امكانية أن تشكل الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة لجنة من هذا القبيل بشرط أن تكون اسرائيل شريكة في سير تقصي الحقائق.وأشار راديو إسرائيل إلي أن رئيس الوزراء ووزير الدفاع ايهود باراك يعارضان فكرة التحقيق مع جنود الجيش, إلا انهما علي استعداد لاجراء تقص للحقائق. وفي غضون ذلك, تعتزم لجنة مراقبة الدولة في الكنيست الإسرائيلي عقد جلسة عاجلة اليوم بمشاركة المراقب الإسرائيلي ميخا ليندنشتراوس لمناقشة موضوع الاستيلاء علي قافلة السفن التي تحمل معونات غذائية للفلسطينيين. وفي سياق متصل, نقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن ضابط كبير بقيادة الكوماندوز البحري الإسرائيلي أن عملية تقصي حقائق الاستيلاء علي سفينة مرمرة ستستمر عدة أسابيع, مشيرا إلي أن القيادة مقتنعة بأن النشطاء علي السفينة تلقوا تدريبات في معسكرات في كل من أفغانستان وباكستان وأندونيسيا وبلغاريا. وفي نيويورك, يبحث بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة تشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق حول الهجوم الإسرائيلي علي أسطول الحرية برئاسة رئيس الوزراء النيوزيلندي السابق والخبير بالقانون البحري جيفري بالمر. وذكر مسئول إسرائيلي أن اللجنة ستتضمن إسرائيل وتركيا وممثلين من الولاياتالمتحدة. ومن جهته, صرح مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الانسانية جون هولمز بأن المنظمة الأممية تدفع باتجاه إحراء تحقيق مستقل في هذه القضية, مشيرا إلي أن العملية الاسرائيلية ضد أسطول الحرية يجب ان تستخدم سببا لانهاء سياسة الحصار علي غزة.وقال هولمز إن الحصار سياسة غير مقبولة وغير مثمرة ومضرة جدا بسكان غزة ولا تساعد في مكافحة التطرف. من جانبه, أعرب علي شيرازي, ممثل القائد الأعلي للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي داخل الحرس الثوري, عن استعداد الحرس الثوري لإمداد سفن المساعدات المتوجهة إلي غزة بدعم عسكري جوي وبحري لحمايتها من السلطات الإسرائيلية. وقال شيرازي إن الحرس الثوري مستعد لوضع كافة قواته البحرية والجوية لحماية سفن المساعدات التي تحاول كسر الحصار علي غزة. ومن بيروت- محمد عبدالهادي: ذكرت مصادر قانونية لبنانية ل الأهرام أن هناك اتصالات مكثفة تجري مع منظمات وبرلمانات المجتمع المدني المعنية بحقوق الإنسان في الدول ال40 التي ينتمي إليها المتضامنون علي متن أسطول الحرية من أجل الإعداد لإقامة دعاوي قضائية وطنية ودولية لمحاكمة المسئولين الإسرائيليين المتورطين في الاعتداء علي الأسطول والمتضامنين سياسيا وجنائيا بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية ولإصدار أوامر توقيف دولية وعلي رأسهم رئيس الحكومة بنيامين نيتانياهو ووزير الدفاع ايهود باراك وقائد الجيش جابي اشكينازي وقائد القوات البحرية. وفي سياق متصل, أعلن مسئول كبير في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن طلب تركيا بتقديم اعتذار رسمي يعد أساسا وذريعة للسماح لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بتقليص العلاقات الدبلوماسية إلي حد كبير مع إسرائيل.يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه مسئولون إسرائيليون أن الجيش الإسرائيلي يدرس السماح بإبحار سفن تحمل مساعدات إلي قطاع غزة في المستقبل باتفاق مسبق علي أن ترسو في ميناء( أشدود) وتخضع لتفتيش عسكري للتأكد من أنها لا تحمل أسلحة. ونقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن مسئولين بوزارة الخارجية القول إن اسرائيل لن تعتذر لتركيا عن مقتل تسعة ناشطين أتراك في الهجوم علي قافلة الحرية. وفي غضون ذلك, ألغي الوزير الاسرائيلي دان مريدور مشاركته في اجتماع دولي يعقد هذا الأسبوع في اسطنبول. ومن أنقرة- سيد عبدالمجيد:ذكرت الصحف التركية أن تل أبيب تستعد لإرسال سفن إلي قبرص الجنوبية دعما لها وفي نفس الوقت للاحتجاج علي احتلال الأراضي القبرصية. في الوقت ذاته, نظم حزب السعادة التركي بالتنسيق مع200 منظمة مدنية مظاهرة حاشدة في ميدان شاجليان في اسطنبول احتجاجا علي الاعتداء الاسرائيلي الدامي علي أسطول الحرية لغزة. ورفع عشرات الآلاف من المتظاهرين لافتات كتب عليها الموت لاسرائيل الموت للصهيونية, لابد من طرد السفير الإسرائيلي, اقطعوا العلاقات مع القتلة, ستتحرر فلسطين, اسرائيل مجرمة, نحن جميعا فلسطينيون. وفي تل أبيب, سار اكثر من سبعة آلاف متظاهر بهدوء, منددين بحكومة تغرق إسرائيل بدل السير بها نحو السلام.