حذّرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة «يونيسيف»، من أن جيلا كاملا من الأطفال السوريين قد يحرم التعليم، مشيرة إلى مخاطر تتهدد الأطفال والنساء اللاجئين في الأردن بينها الزواج المبكر، والتجنيد لصالح مجموعات مسلحة في النزاع المستمر منذ أكثر من سنتين، وأودى بحياة أكثر من 93 ألف شخص، حسب تقديرات الأممالمتحدة. وذكرت في تقرير بعنوان «الحياة المحطمة»، صادر عنها، الجمعة، أن «جيلا كاملا من الأطفال السوريين، إناث وذكور، مهددين بفقدان التعليم»، مشيرة إلى أن «نحو 78% من الأطفال في مخيم الزعتري (شمال الأردن)، وما بين 50% إلى 95% في المجتمعات المضيفة خارج المخيم، لا يذهبون للمدرسة». وأضاف التقرير أن هناك عدة أسباب تمنع هؤلاء الأطفال من الذهاب للمدرسة، بينها «إيمانهم بأنهم سيعودون قريبا لسوريا، والخوف من العنف والتحرش في الطريق إلى المدرسة، بجانب عمل بعض الأطفال». وأشار إلى «تدهور الأوضاع الأمنية في مخيم (الزعتري)، وانتشار السرقات والتخريب»، محذرة من «مخاطر» تهدد الأطفال السوريين في الأردن وتتطلب التدقيق فيها، مثل «الزواج المبكر، عمالة الأطفال، نشاطات عصابات، وادعاءات بالتجنيد لصالح مجموعات مسلحة». ونقل التقرير عن بعض السوريين، قولهم إن «هناك أطفالا يقيمون، الآن، في مخيم (الزعتري)، كانوا متورطين مع المجموعات المسلحة التي تقاتل في (سوريا)»، مضيفين أن «بعض الفتيات المراهقات كن يطبخن للمسلحين، خصوصا لدى مجيئهم لبيوتهن، وبعض الأطفال الذكور يعودون إلى سوريا، بعد أن يستخدموا مخيم (الزعتري) كمصدر مؤقت لتلقي العلاج الطبي». ونوه تقرير «يونيسيف» إلى أن بعض اللاجئين السوريين ومقدمي الخدمات يعتقدون أن هؤلاء الصبية يعودون إلى سوريا للقتال «بمحض ارادتهم»، مشيرا إلى وجود ادعاءات مؤخرا بأن «مجموعات مسلحة قادمة من سوريا تجند أطفالا من المخيم». وتطرقت المنظمة في تقريرها، إلى «الزواج المبكر»، مشيرة إلى وقوعه بحق «فتيات تحت سن 18 في عائلات قادمة من سوريا، حيث السن القانوني للزواج هو 16 بينما تتزوج فتيات بسن 13»، ومضيفة «غير معروف مدى إتمام زيجات لفتيات تحت السن بمخيم (الزعتري)، لكن هناك أدلة غير مؤكدة على زواج الفتيات من صبية بأعمار مقاربة إلى الزواج من رجال يكبرونهن بكثير في الأردن، فيما تسعى بعض العائلات إلى تأخير زواج بناتهن بسبب الأوضاع غير المستقرة». وحذرت «يونيسيف» من وجود «قصور كبير» في التمويل لمساعدة اللاجئين السوريين، مضيفة أنه «ما لم تتغير استجابة المجتمع الدولي للأزمة، وبسرعة، فإن أوضاع اللاجئين السوريين في الأردن ستسوء تدريجيا، بما يجعل من الصعب الدفاع عنهم». من جهة أخرى، ذكرت المنظمة أن هناك تقارير متزايدة بشأن نشاطات ل«عصابات» داخل مخيم «الزعتري»، يتورط بها معظم الرجال السوريين، بحسب قولها، فيما أشار بعض الأطفالإلى ارتباط تلك العصابات بشوارع ومناطق معينة بالمخيم. وتابعت «يونيسيف» بالقول إن بعض اللاجئين وعاملي الإغاثة «تحدثوا عن عصابات تتحكم بتوزيع المساعدات الأساسية، ويلعبون دور من يقرر الأحق بالمساعدة، ومن يحق له الوصول إلى نقاط البيع، ويحددن كذلك السعر بسوق سوداء، ويهددون يعصي أوامرهم». يذكر أن الأطفال يشكلون نسبة 53% من العدد الكلي للاجئين السوريين في الأردن، الذي يقول إنه يستضيف أكثر من 540 ألفا، منذ بداية النزاع في سوريا، بينهم نحو 150 ألفا بمخيم (الزعتري)، الذي يضم مدرستين تخدمان نحو عشرة آلاف طالب سوري، فيما يحتاج قرابة 25 الفا الى الانخراط بالتعليم. كما تجاوز عدد الطلاب السوريين الملتحقين مجانا بمدارس المملكة الحكومية 55 ألفا. وتقدّر «الأممالمتحدة» عدد الفارين السوريين من بلادهم إلى دول الجوار، منذ بداية النزاع السوري، بأكثر من 1.6 مليون، فيما أسفرت المعارك بين الجانبين داخل سوريا عن مقتل أكثر من 93 ألف شخص، بينهم 6500 طفل على الأقل. وكانت «الأممالمتحدة» قد قالت، الأربعاء، إن «الأطفال يشكلون أهدافا لقناصة، ويستخدمون دروعا بشرية في الحرب في سوريا»، كما أكد مكتب الممثلة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأطفال في النزاعات المسلحة، تلقيه تقارير، تم التحقق منها، تفيد بأن «أطفالا سوريين استخدموا من طرف مجموعات مسلحة للعمل كمقاتلين وحمالين».