منذ أن بدأت العمل فى «المصرى اليوم» والكثير من زملائى يطلقون علىّ «محررة الدفاع عن حقوق المرأة»، حتى إنهم فى دعوة فرحى كتبوا لى «محررة الخلع والمرأة تقع فى غواية رومانسية، وتستسلم فى قفص الحريم» ودائمًا ما يعتبرون كل ما أكتبه من موضوعات إنما يسعى إلى تحرير المرأة من سلطان الرجل ويحقق لها الانتصار الساحق ضده. زميلى الصعيدى ذو البشرة السمراء «جمعة حمدالله» محرر الشؤون الخارجية كثيرًا ما يغضب منى ويخاصمنى، لأنى أحيانًا أكتب موضوعات عن وضع المرأة وحقوقها تستفزه كرجل «صعيدى»، رغم أن ما أكتبه ليس مقالاً يعبر عن رأيى الشخصى، وإنما هو تغطية إخبارية محايدة لحدث مثل الأحداث التى يغطيها هو فى وزارة الخارجية. ولكن ما أريد أن أعرفه هل المجتمع الذى يحقق لنا السعادة والأمان هو المجتمع الذكورى أم المجتمع الأنثوى؟ أم أنه المجتمع الإنسانى الفاضل الذى ينظر للرجل على أنه الأب والأخ والزوج والابن، وينظر كذلك للمرأة على أنها الأم والأخت والزوجة والابنة والزميلة.. المجتمع الذى يعرف أن مهمة المرأة لا تقل فى عظمتها عن مهمة الرجل، فهى الزوجة التى تهب نفسها لراحة زوجها، وهى الراعية التى تدبر شؤون بيتها وتصون مملكتها، وهى الأم التى تعانى الحمل والوضع والرضاعة، وهى الزميلة التى قد تجدها وقت الشدة، كما أنها المسؤولة التى تقوم بدورها فى خدمة هذا الوطن. فمهمة المرأة يصعب أن يقوم بها الكثير من الرجال، فالرجل والمرأة كيان واحد ولا غنى لأحدهما عن الآخر. والله سبحانه وتعالى خلق آدم وحواء متساويين فى الحقوق ومختلفين فى الأدوار، وحينما فضل الرجال على النساء لم يفضلهم بسبب النوع والذكورة، وإنما بسبب المهمة والوظيفة فالرجل هو الذى ينفق من ماله ويحمى أهله وبيته لأنه هو المطالب الأول بالسعى على الرزق، وإذا لم يقم الرجل بهذا الدور فلا فضل له ولا مزية، بل إن كثيرًا من النساء اللاتى يفهمن دورهن ويؤدين واجبهن أفضل من كثير من الرجال الذين لا يقومون بدورهم المطلوب فى الحياة.