انضم الرئيس السودانى عمر البشير إلى مظاهرة مؤيدة له أمس فى الخرطوم للاحتجاج على مذكرة التوقيف الصادرة من المحكمة الجنائية الدولية ضده بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم فى حق الإنسانية فى إقليم دارفور غرب السودان. وهتف البشير متوجها إلى عشرات الآلاف من المتظاهرين المتجمعين فى ساحة الشهداء بوسط الخرطوم «الله أكبر، لا إله إلا الله»، متهما القادة الأمريكيين والأوروبيين بأنهم «المجرمون» الحقيقيون. وخرجت مسيرات شعبية حاشدة فى جميع ولايات الخرطوم تقدمها العديد من المسؤولين السودانيين للتنديد بقرار الاعتقال الذى أصدرته المحكمة الجنائية الدولية. وندد المتظاهرون بالولايات المتحدة وبريطانيا و«اليهود» وبالمدعى العام فى المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينيو أوكامبو. وأكد البشير أن بلاده ستتعامل بمسؤولية مع قرار محكمة الجنايات الدولية ولن تستجيب لمحاولات عرقلة جهود السلام. وقال البشير فى خطاب متلفز من مقر رئاسة الوزراء السودانية إن هناك «بعض الدول تحاول السيطرة على ممتلكات القارة الأفريقية»، وأضاف أن قرار المحكمة «لا يستهدف السودان فحسب ، ولكن كل الدول التى ترفض سياسات الإملاء». وتساءل البشير لماذا يتحرك المجتمع الدولى ضده بينما ترك «إسرائيل ضربت غزة أمام مرأى الجميع». وأعلن البشير أمس طرد 10 وكالات إغاثة أجنبية من البلاد فى أول رد علنى له منذ أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمر الاعتقال بحقه. وتعهد البشير خلال جلسة حضرها كبار الساسة وأعضاء مجلس الوزراء باتخاذ إجراء حاسم ومسؤول مع كل من يهدد استقرار بلاده. وقال البشير إنه تم طرد الوكالات العشرة بعد رصد أنشطة تتناقض مع كل اللوائح والقوانين. بينما حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون الخرطوم على حماية المدنيين والعودة عن قرار طرد منظمات غير حكومية. ولكن بان لم يطلب علنا من البشير التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية. وقالت ميشال مونتاس الناطقة باسم الأمين العام إنه «قلق من الإعلان عن سحب تراخيص منظمات إنسانية غير حكومية وضبط بعض تجهيزاتها». وأضافت أن الأمين العام «يعتبر أن ذلك يمثل ضربة قوية لعمليات الإغاثة فى دارفور ويحث حكومة السودان على التحرك بشكل عاجل لمنح هذه المنظمات غير الحكومية مجددا وضعا يسمح لها بالتحرك». وتابعت أن الأممالمتحدة تنوى مواصلة نشاطاتها خصوصا الإنسانية فى السودان. وفى غضون ذلك، دعت حكومة جنوب السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى السودان إلى ضبط النفس والتعامل بهدوء مع قرار محكمة الجنايات الدولية. وقال رئيس بعثة حكومة جنوب السودان فى واشنطن، ازيكل لول جاتكوث إنه «يتعين التعامل مع هذا الموقف بالطرق القانونية لأن الأمر لم يعد سياسيا». ودعا جاتكوث حزب المؤتمر الوطنى الحاكم إلى التعامل مع القضية بنوع من الهدوء وضبط النفس والابتعاد عن العنف. وقال إنه يتعين التحرك على صعيد البحث عن حل لمشكلة دارفور لأنه بدون حل هذه المشكلة لن يحل السلام النهائى والدائم فى السودان. وأضاف جاتكوث إن حكومة جنوب السودان والحركة الشعبية للتحرير ستواصلان التعامل مع البشير بصفته رئيس الدولة، كما ستواصلان العمل على تطبيق اتفاقية السلام الشامل المبرمة بين الشمال والجنوب، مؤكدا أن هذه مشكلة تخص السودانيين جميعا. وأوضح جاتكوث أن حكومة الجنوب ليست من الموقعين على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية، كما أن الجنوب هو جزء من السودان «ولذا فلا يمكن اعتقال الرئيس السودانى أثناء تواجده فى الجنوب».