أثارت قضايا الاتجار فى الأطفال مؤخرا فى مصر جدلا واسعا، فما بين تجريم خطف الأطفال وبيعهم، وبين تشردهم فى شوارع مصر، علت أصوات تجد أن البيع افضل من الاهمال، والتبنى أفضل بالطبع فهو يسير فى قنوات شرعية تحت أعين الدولة ولكن للأسف فالأمر أحيانا يكون صعبا للغاية . «هى» عاشت حلم امرأة تتمنى أن تكون أماً. تقول فاطمة الزهراء محمد "ازاى نكون عايشين فى بلد يباع فيه الاطفال ولا نجد طفلا نربيه، فامنيتى الوحيدة ان اكون اماً لطفل يعيننى فى كبرى، لكننا نعيش فى بلد بلا قلب"، واضافت انا سيدة متزوجة ولم انجب، ومع الكبر فكرت انا وزوجى فى تبنى طفل، لنشعر معه بإحساس الأمومة والأبوة، خاصة أننا ميسورو الحال ولدينا مال يكفيه ويكفينا، وفعلا توجهنا إلى جمعية لرعاية الايتام، وكفلنا "هشام" ويستكمل زوجها: كان هشام طفلاً ذكياً اخذناه وعمره عامان، ربيناه جيدا، وكانت وزارة التضامن الاجتماعى تتابعنا شهرا بشهر، وتضيف فاطمة عشنا سعداء لمدة خمس سنوات إلى أن اصيب هشام بقىء مستمر وبمجرد دخوله المستشفى الذى اهملوا فيه اسعافه بسرعة توفى بعد يومين، لنبدأ بعدها فى معاناة فراق الابن والوحدة من جديد، الامر الذى جعلنا نفكر فى تبنى طفل آخر. وتستكمل _ وهى تبكى _ توجهنا الى الكثير من الجمعيات الخيرية بحثا عن طفل نرعاه، لكن الجمعيات كانت تطالبنا بما يفيد استثناء وزارة التضامن لحالتنا، حيث إن الوزارة حددت سناً لاتزيد على خمسين عاما للسيدة التى تفكر فى التبنى، أما أنا فخرجت على المعاش -كنت أعمل مدرسة -ولاننا من كبار السن لا نجد من يستمع الينا، مشيرة الى انه اذا كانت القوانين الآن تمنعها من رعاية طفل صغير فيمكنها رعاية طفل فى السادسة. الدكتورة نادية رضوان استاذ علم الاجتماع قالت انه لا عمر للسيدات فى رعاية الابناء مادامت بحالة صحية ومادية جيدة، مشيرة الى ان امتناع الوزارة عن منح اطفال مؤسسات الرعاية الى الأسر البديلة الراغبة فى رعاية الاطفال جريمة، لان اغلب المؤسسات الحكومية مساكن ايواء تفتقد كل سبل الرعاية. واضافت: ان متوسط اعمار السيدات زادت فى السنوات الاخيرة وان المرأة بطبيعتها رمز العطاء حتى ان الدول الاوربية سمحت لسيدة فى سن ال 63 بالانجاب لان من حقها ان تمارس وتعيش شعور الامومة، مشيرة الى ان كثيراً من الجدات ربت اولاد ابنائها بعد وفاتهم او سفرهم، وأن من يرغب طواعية فى رعاية طفل اقدر على رعايته ممن فرض عليه التربية، وطالبت كل اسرة بديلة بتوفير الامان المادى للاطفال، خاصة فى حالة كبر سنهم حتى لا يعود الاطفال الى الملاجئ ويعودوا الى الاهمال والنسيان بعد الحياة المريحة فتسوء حالتهم النفسية.
