«الابن الأوسط «تائه وسط زحام الأسرة

يعانى الطفل الأوسط فى العائلة مشكلة عدم الانتماء للأسرة لأنه ليس الابن الأكبر «أول فرحتهم» الذى يتمتع باحترام والديه، وليس الأصغر «آخر العنقود» ليكون الابن المدلل لديهم، وبذلك يرى نفسه ضحية حيث يتم توجيه الملاحظات إليه دائماً، وتنتقد تصرفاته باستمرار، ويعتمدعليه لإنجاز مهام وواجبات أكثر من إخوته، أو يتم تجاهله بشكل عفوى من الأهل. هذه الأسباب تجعل شخصية الابن الأوسط مختلفة عن إخوته فيميل أحياناً للتمرد واللامبالاة ويحاول دائماً إثبات وجوده، ولحل هذه المشكلة يجب أن يكون الأبوان على درجة كافية من الوعى ببعض التصرفات التى تصنع الغيرة بين الأبناء.
تقول الدكتور نادية قاسم، أستاذ علم النفس، إنه يجب الاعتدال فى معاملة الولد الأوسط سواء صبياً أو فتاة دون مبالغة الاهتمام به ولا التجاهل المطلق له، كما أن المساواة بين الإخوة والتغلب على إظهار العاطفة تجاه ولد معين دون الآخر يساعدان على حل مشاكل الابن الأوسط، بالإضافة إلى التقرب من الولد الأوسط لمعرفة طبيعة علاقاته الشخصية للتدخل حين اللزوم، حيث يميل عادة لإحاطة حياته وعلاقاته بشىء من السرية مما يجعله عرضة للوقوع فى العديد من المشاكل والمتاعب، خاصة إذا كان ذا شخصية ضعيفة.
وتضيف أن كل عضو فى الأسرة يقوم بدور محدد له، فالأب مصدر السلطة والإنفاق، والأم دورها تربية الأبناء، والأسرة، فالابن الأكبر يأخذ السلطة والأصغر ينال الدلع، بينما يعانى الوسط من عدم وجود أى تصنيف للدور الذى يقوم به داخل الأسرة فيشعر بالغيرة من الأكبر لتحمله المسؤوليات وأخذ القرارات، والغيرة من الأصغر المدلل الذى يحظى بتلبية الاحتياجات كاملة، وبالتالى فإن الأسرة يجب أن تتبع شكلاً من أشكال الإدارة وتوزيع الأدوار على الأبناء، خاصة الابن الأوسط، فمثلاً يمكن جعله يتخذ قرارات مهمة تمس حياة الأسرة لكى يشعر بتحمل المسؤولية وأهمية دوره داخل أسرته.
كما يجب أن تضع كل أسرة لنفسها أهدافاً واضحة تسعى لتحقيقها مع تحديد دور كل ابن فى تحقيقها.. فمساعدة الابن فى القيام بدور ما داخل البيت تساعد على خلق شخصية قوية قادرة على التعامل مع كل المحيطين بها دون أى إحباطات أو نقاط ضعف.