الملط يعلن «نتيجة» حكومة نظيف: السلبيات «25» والإيجابيات «21».. والإصلاح ل«الأغنياء فقط»

تفوقت سلبيات الحكومة على إيجابياتها، وفقا لتقرير الجهاز المركزى للمحاسبات، الذى عرضه المستشار جودت الملط، رئيس الجهاز فى بيانه أمس أمام مجلس الشعب مقدرا السلبيات ب25 مقابل 21 إيجابية، وإن كان الملط قد شكك فى الإيجابية رقم 21، فيما تجنب الدكتور يوسف بطرس غالى، وزير المالية، وعثمان محمد عثمان، وزير التنمية الاقتصادية، الرد على تفاصيل ما جاء فى التقرير.
وجاءت أبرز السلبيات، حسب توصيف الجهاز، هى عدم شعور الفقراء والطبقة المتوسطة بنتائج الإصلاح الاقتصادى، فى ظل ارتفاع أسعار السلع والخدمات، وتأجيل سداد بعض الأعباء المالية لخفض عجز الموازنة، وإلقاء العبء على الموازنات التالية.
وقال الملط إن قيمة الدين الداخلى حاليا من أعلى النسب على مستوى العالم، كما ارتفع معدل التضخم من 4.2% عام 2006 إلى 11.7% عام 2008، وتفشّت ظاهرة تهريب السلع وإغراق الأسواق بمنتجات مجهولة المصدر، واتجه البعض لسياسة تعطيش السوق.
وانتقد أداء الحكومة فى تقديم الخدمات العامة والاجتماعية، وقال إنه يقل كثيرا إذا قارناه بالأداء الاقتصادى، مشيرا إلى سوء أحوال المستشفيات ونقص الأدوية، ووجود أكثر من مريض على سرير واحد، وفشل المسؤولين فى تبرير أزمات الخبز، وغرق العبارة وانهيار الدويقة وحوادث الطرق، فتفاقمت أزمة الثقة بين المواطنين والحكومة.
وأضاف الملط أن التسيب فى المحليات وصل لدرجة الفساد، خاصة فى قطاع الإسكان والبناء، مؤكدا عدم الاستخدام الأمثل لبعض القروض والمنح الخارجية.
وحول أبرز الإيجابيات قال الملط: «ارتفاع معدل النمو إلى 7.2%، والاستثمار الأجنبى إلى 11.9 مليار دولار، والاحتياطى النقدى إلى 34.6 مليار دولار، واستمرار زيادة قيمة الجنيه المصرى للعام الرابع، وزيادة حصيلة الضرائب وتطور الاعتماد الخاص بالدعم وتطوير المطارات والملاحة البحرية، وتحسن نسبة الأمية وضم 15 مليون مواطن للبطاقات التموينية.
وأشار إلى أن السلبيات لا تقلل من أن الحكومة قد بذلت جهدا، وقال: «لو كنت مكان الحكومة لاعترفت بهذه السلبيات»، مشيرا إلى أن الوزراء يشيدون بتقارير الجهاز فى خطاباتهم، ويقولون أمام الميكروفونات غير ذلك. من جانبه، أشاد الدكتور فتحى سرور، رئيس المجلس، بتقرير الجهاز قائلا: «تقريركم خير معين للمجلس على أداء دوره الدستورى».
وشهدت جلسة مناقشة تقرير الجهاز مواجهة بين الدكتور يوسف بطرس غالى، وزير المالية، والنائب المستقل مصطفى بكرى، عندما سأل الثانى الوزير عن سر أخذ 33 مليار جنيه من البنك المركزى من أموال الديون الخارجية، وهو ما دفع غالى للانسحاب من مقعده.
وأضاف بكرى: «بطّل الأنعرة بتاعتك دى.. يا إما إنت كداب أو البنك المركزى كداب؟». وذهب غالى ليقف بجوار الدكتور زكريا عزمى، وتابع النائب: «فى بداية عهدك كان الدين العام 292.7 مليار جنيه، والآن وصل إلى 478 مليارا».
وتدخل الدكتور سرور، موجها كلامه لبكرى: «الوزير استأذن لارتباطه بموعد مع طبيب العيون وياريت بلاش كلمة كداب».