قيراط حظ ولا فدان شطارة!.. وجاءت الأزمة المالية العالمية على طبق من ذهب للحكومة!.. وبعد سنين من المكابرات بأن الإصلاح أتى بثماره، وأن المشكلة تكمن فى أننا معدومو الإحساس والحساسية، أخيراً بدأت الاعترافات بالفشل تتوالى، على أساس أن الأزمة العالمية هى السبب، وتمادت الشفافية فى الاعترافات حتى إن وزير المالية فى آخر تصريح له فى الجامعة الأمريكية تحسر على «الحظ الهباب»!.. بصراحة له ألف حق، وأنا شخصياً بدأت أشك، أن مصر.. مصر التى فى خاطرى، غالباً معمول لها عمل!.. وإن كنت لا أؤيد الوزير فى تشاؤمه الشديد وتوقعه بأن الاقتصاد سينكمش انكماشاً خطيراً.. لأنه من الطبيعى والمعروف أن الاقتصاد يتمدد بالحرارة ويتبرر بالبرورة.. ونحن الآن فى الشتاء حيث كلنا ننكمش ونتبربر. لكن.. ولأنه دائماً يوجد بصيص من النور وسط الظلام، فأخيراً صرح الوزير بأن الضغط التضخمى قد اختفى، والنبى صحيح الضغط التضخمى اختفى؟.. أحمدك يارب!.. سبحانك المنتقم الجبار!.. وناس تقول جاله عقد عمل فى ليبيا، وناس تقول الكويت.. ومن هنا بدأت الشائعات والقر.. لكنى أعتقد أن اختفاء الضغط التضخمى يحمل فى طياته وجنباته وملفاته سراً خطيراً.. فقد علمتنا الحياة وصفحة الحوادث أن هذه هى دائماً «آخرة المشى البطّال».. وقريباً سنقرأ خبر العثور على جثته فى صندوق قمامة، مفصولة الرأس بعد أن تم الاعتداء عليه وسرقة أحشائه!.. أما عن تراجع النمو الذى صرح به الوزير وقد غالبته الدموع، فهذا هو قدرنا الذى ابتلانا بنمو راكب الحنطور وبيتحنطر!.. ودى بقى خلقة ربنا.. هنعمل فيها إيه؟.. وإحقاقاً للحق، الحكومة جربت جميع الوصفات الشعبية والصينية دون أدنى فائدة.. وقد لجأت لعلماء الفتوى الأجلاء حتى يفتوها فى أمره.. وبعد البحث والتشاور رأى جموع العلماء أن النمو غالباً بسم الله الرحمن الرحيم «مخاوى» أو «جنية عاشقاه» والله أعلم!.. فأسرعت الحكومة بإحضار شيخ لقراءة القرآن وشيخ لصرف الجان، وأى مواطن أليف يتبربر بالبرورة حين يتوجه إلى شارع مجلس الوزراء سيسمع بوضوح الزار اللى شغال فوق!.. وبرغم ذلك وكذلك، لم تتحسن الأحوال، فقررت الحكومة أن تستعين بالشباب الجد اللى بيبنى مش بيهد، ربما يساعد فكرهم الجديد على النهوض بالنمو.. فاقترح الشباب أنهم يسهرون مع هيفاء وهبى فى مطعم بالفورسيزونز.. لكن الحكومة تخوفت من الجهاز المركزى للمحاسبات المتربص «عالسقطة واللقطة»، فاستبعدت هيفاء، وتم الاتفاق مع سنية سوست فى الكلوب الزينبى.. ولكن مع الأسف أيضاً مازال النمو «مبلط فى الخط»!.. يبقى خلاص بقى، ما يقدر ع القدرة إلا ربنا، واللا احنا هنكفر؟.. ما يهمنا فى هذا الموضوع أنه وبرغم كل هذه العكوسات، نحن مازلنا على ثقتنا الشديدة فى الحكومة، ونعلم علم اليقين أنه رغم تخبط القرارات فالنية سليمة والقلب أبيض، ولا يعنينا إطلاقاً النمو أو التنمية وكل هذه الكماليات، فبعد أن تراصت المنتجعات السياحية على جانبى الوادى والدلتا والسواحل، وبعد أن تم استصلاح الصحراء بالفيلات والكومباوندز، وبعد أن أصبحنا نسبح فى الكيوى والفراولة والكاكا والأفوكادو مثل الأكابر وولاد الإيه، فهل ينكر فضل الحكومة علينا إلا كل مواطن غير أليف وجاحد متبربر بالبرورة؟