«العفو الدولية» تتهم إسرائيل باستخدام أسلحة محرمة دوليا فى حرب غزة

كشفت منظمة العفو الدولية فى تقرير لها أن إسرائيل استخدمت عددًا كبيرًا من الأسلحة الأمريكية والبريطانية المحرمة دوليا فى حربها على سكان قطاع غزة نهاية العام الماضى، فيما اتهمت حركة حماس الفلسطينية باستخدام أسلحة إيرانية الصنع ودعت إلى فرض حظر «تام» على الأسلحة المرسلة إلى تل أبيب و«حماس» وفصائل فلسطينية مسلحة أخرى.
وأوضحت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان - التى تتخذ من لندن مقرا- أنها جمعت أدلة على أن إسرائيل و«حماس» استخدمتا أسلحة من الخارج لمهاجمة مدنيين، واتهمت الجانبين بارتكاب «جرائم حرب» فى غزة.
وأكد تقرير «العفو الدولية» أن القوات الإسرائيلية استخدمت قنابل الفسفور الأبيض الأمريكية الصنع والتى شكلت خطرا كبيرا على أرواح سكان قطاع غزة أثناء الحرب التى استمرت 3 أسابيع متواصلة وهو ما يعد انتهاكا واضحا للقانون الدولى، ويعد إثباتا كافيا على ارتكاب القوات الإسرائيلية لجرائم حرب فى القطاع.
وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من إدانة المنظمة لقيام «حماس» بقصف القرى والبلدات الإسرائيلية بالصواريخ لكنها بقيت فى كل الأحوال الأقل خطرا مما قامت به القوات الإسرائيلية فى حربها على غزة.
وقال مدير المنظمة للشرق الأوسط مالكولم سمارت: «ندعو مجلس الأمن الدولى إلى فرض حظر فورى وتام على الأسلحة المرسلة إلى إسرائيل وحماس ومجموعات فلسطينية مسلحة أخرى إلى أن يتم وضع آلية تضمن عدم استخدام الذخائر وغيرها من المعدات العسكرية فى ارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الدولى».
كما أكدت دوناتيلا روفيرا، التى قامت بمهمة تحقيق فى جنوب إسرائيل وغزة، أن قوات الاحتلال استخدمت أسلحة فسفورية وأسلحة أخرى زودتها بها الولايات المتحدة فى ارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الدولى من بينها جرائم حرب.
وفى السياق نفسه، كشف التقرير الدولى أن إدارة الرئيس الأمريكى الجديد باراك أوباما تعتزم زيادة صادرات السلاح لتل أبيب بمقدار 25% عن فترة الرئيس جورج بوش من خلال تصدير ما يعادل 30 مليار دولار حتى عام 2017.
من جانبها، انتقدت إسرائيل تقرير «العفو الدولية»، ووصفته بأنه «معيب»، وزعمت أنه اعتمد بشكل كبير على معلومات مقدمة من «حماس»، حيث إنه لم يتم السماح للصحفيين أو الأشخاص التابعين للمنظمات الحقوقية بدخول قطاع غزة وقت الحرب، فيما علقت «حماس» على التقرير قائلة «إنه ليس من العدل أن يتم مقارنة الأسلحة المعقدة التى استخدمتها القوات الإسرائيلية فى الحرب الأخيرة على غزة بتلك التى استخدمتها الحركة».
وعلى صعيد متصل، أعلنت 70 دولة مشاركتها فى مؤتمر إعادة إعمار غزة المقرر عقده فى شرم الشيخ فى 2 مارس المقبل بالإضافة إلى عدد من المنظمات الدولية والإقليمية.
وكشف السفير حسام زكى، المتحدث الرسمى لوزارة الخارجية، أن مصر وجهت الدعوة إلى كل من سوريا وقطر للمشاركة فى المؤتمر، موضحا أن كلتا الدولتين أكدتا مشاركتهما على أن يترأس وزير الخارجية السورى وليد المعلم وفد دمشق، بينما يترأس وفد قطر رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم.
وحول الهدف من مؤتمر إعادة الإعمار، قال زكى فى تصريح له أمس: «إن هناك خطة أعدتها السلطة الفلسطينية باعتبارها الحكومة الشرعية المعترف بها والتى ستقوم بطرح رؤيتها فى المؤتمر»، وأضاف أن الهدف من المؤتمر هو ضخ ما يكفى من مساعده دولية للاقتصاد الفلسطينى لتمكينه من إعادة بناء ما دمره العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة.