محمد منير يغنى «عدِّى النهار» مرتين أمام 60 ألف متفرج.. ويتبرع بأجره ل«الهلال الأحمر»

«عدّى النهار.. والمغربية جاية.. تتخفى ورا ضهر الشجر.. وعشان نتوه فى السكة.. شالت من ليالينا القمر.. وبلدنا ع الترعة بتغسل شعرها.. جانا نهار ماقدرش يدفع مهرها».. هذه الكلمات مطلع أغنية «عدى النهار» التى كتبها عبدالرحمن الأبنودى، ولحنها بليغ حمدى، وغناها عبدالحليم حافظ بعد هزيمة 1967 مباشرة، وتعتبر أصدق أغنية عبرت عن النكسة، وحفظت كلماتها أجيال عاصرت الهزيمة، كانوا يغنونها لتسكين الجرح الكبير.
وبعد 42 عاماً، أعاد محمد منير غناءها مرتين، على مسرح دار الأوبرا المكشوف، وأمام 60 ألف متفرج احتشدوا ليسمعوا أغنيات «الملك»، ممسكين ببوسترات مكتوب عليها «بنحبك يا منير»، خاصة أن هذا الحفل بدل من حفل رأس السنة الذى ألغته الأوبرا تضامناً مع غزة.
بدأ منير حفله، الذى يتبرع بأجره فيه لصالح الهلال الأحمر، بأغنية «الليلة يا سمرة» و«يونس» و«إيه يا بلاد يا غريبة»، ثم توقف ليكلم جمهوره
وقال: «مش عايز مشاكل.. إحنا محتاجين نسمع بعض كويس، ومش هاخد من وقتكم دقايق.. لا يوجد شك فى أن أى طفل معدى يعلم أن كلنا غزة، وغزة إحنا، وربما تكون القضية أكبر من الشارع العربى نفسه، وإحنا فى وضع عربى لم أكن أتمناه لجيلكم، وأجيالنا تعرضت لنفس الظروف، ويجب أن ننتبه لأى استفزاز، ونرفض أى مزايدات على دور مصر فى القضية الفلسطينية التى تبنتها منذ 50 عاماً، والكوارث ليست حروباً، بل تتحرك بعد لحظة إلى فيضانات، وزلازل، ومن حقنا كمصريين أن ندعم ونمد الهلال الأحمر المصرى حتى نكون مخزوناً استراتيجياً يساعدنا فى أى مصيبة».
وعبر منير عن رأيه فى أحداث غزة بقوله: «أنا وأخويا على ابن عمى، وأنا وابن عمى على الغريب». وغنى منير أغنية «عدى النهار» مرتين بناء على طلب الجمهور، ثم قدم عدة أغنيات أخرى، وفى نهاية الحفل طلب من الجمهور الخروج بهدوء وقال: «المرور مش ناقص».