انهيار 13 بنكاً أمريكياً خلال 6 أسابيع.. وصندوق النقد: الاقتصاد العالمى يشهد انكماشاً عميقاً

تواصل تهاوى المصارف الأمريكية تحت ضغوط الأزمة الطاحنة التى تعصف بالاقتصاد الأمريكى، حيث انهارت 4 مصارف جديدة، ليرتفع عدد البنوك التى أشهرت إفلاسها خلال العام الحالى إلى 13 مصرفاً،
مما يثير المخاوف من تضاعف أعداد المصارف المفلسة فى 2009 مقارنة بعام 2008، وتزامن الإعلان مع نجاح مجلس الشيوخ فى إقرار خطة الرئيس الأمريكى باراك أوباما لتحفيز الاقتصاد بشكل نهائى بقيمة 787 مليار دولار بعد التوصل إلى تسوية مع مجلس النواب الذى أقرها بأغلبية مريحة رغم اعتراض جميع الأعضاء الجمهوريين لكلفتها الباهظة.
وأقر مجلس الشيوخ خطة التحفيز الاقتصادى بشكل نهائى بتصويت 60 عضوًا وهو الحد الأدنى اللازم لتفادى عرقلة المعارضة مقابل اعتراض 38 سيناتور جمهورى، وظلت عملية التصويت على الخطة مفتوحة حتى وصول سيناتور أوهايو شيرود براون بعد مشاركته فى تشييع والدته، مما يمهد الطريق لكى يوقع عليها أوباما خلال الأسبوع الجارى.
جاء ذلك بعد أن تمكن مجلس النواب، مساء أمس الأول، من تمرير الخطة بأغلبية 246 صوتا مقابل اعتراض 183 غالبيتهم من الجمهوريين و7 نواب ديمقراطيين، لكن نجاح الكونجرس فى تمرير الخطة يمثل أول انتصار تشريعى كبير لأوباما منذ توليه مقاليد الحكم فى 20يناير الماضى..
وعلق أوباما على الخطة بأنها «ليست سوى البداية» فى سلسلة جهود النهوض بالاقتصاد، بينما قالت رئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى، إن هدف الخطة الأساسى خلق 3.6 مليون وظيفة جديدة.
إلا أن تلك الأنباء الجيدة لم تنقذ الأسهم فى بورصة نيويورك من الهبوط مجددًا، حيث أغلق مؤشرا داوجونز وستاندرد أند بورز على تراجع بلغ 1% تقريبا وهبط مؤشر ناسداك لشركات التكنولوجيا 0.5%.
وفى الوقت نفسه، قالت «مؤسسة التأمين على الودائع الفيدرالية الحكومية» إن ودائع بنك «شيرمان كاونتى بان» فى نبراسكا، أول مصرف ينهار فى الولاية منذ عام 1990، ستنتقل ملكيتها إلى مصرف «هيريتيج»، بعد موافقته على شراء ما قيمته 21.8 مليون دولار من أصول المصرف الأول،
بينما ذكرت الجهة الحكومية المنظمة أن أرصدة مصرف «شريمان كاونتى» بلغت 129.8 مليون دولار، إلى جانب 85.1 مليون دولار فى شكل ودائع، وحتى 12 فبراير الجارى، وستذهب ودائع مصرف «ريفرسايد بانك أوف غالف كوست»، فى فلوريدا خلال العام، إلى مصرف «تى آى بى» فى الولاية.
وكان 25 مصرفاً أمريكياً أعلن إفلاسه خلال العام الماضى، وهو أعلى معدل سنوى منذ 1993، الذى شهد تساقط 42 مصرفاً، ويتوقع خبراء اقتصاديون تواصل تساقط المصارف الأمريكية هذا العام فى ظل أزمة اقتصادية طاحنة وتوقعات اقتصادية متشائمة.
وبدوره،سيعلن أوباما خطته لوقف مصادرة العقارات، الأربعاء المقبل، بقيمة 50 مليار دولار حددتها وزارة الخزانة حيث زادت دعاوى الحجز العقارى الشهر الماضى 10% بمعدل أعلى 18% عن يناير 2007، وتعتبر أزمة الرهن العقارى السبب المحورى وراء الأزمة المالية والاقتصادية فى أمريكا والعالم.
وفى بريطانيا، توقعت مجموعة لويدز المصرفية التى استقلت عن الاندماج الأخير بين مجموعة «لويدز تى إس بى»، و»إتش بى أو إس» أن الأخيرة تكبدت خسارة فى 2008 تبلغ 10مليارات جنيه إسترلينى بما يعادل 40% من قيمتها فى بورصة لندن. ومن جهة أخرى،
أكد رئيس صندوق النقد الدولى، شتراوس كان، أن الاقتصاد العالمى يشهد انكماشا عميقا جديا وقال «إننا لا نرى أى إشارة حتى الآن بأن عام 2009 سيكون أفضل مما نتوقعه»، وأضاف قبيل اجتماع وزراء المالية فى مجموعة السبع الصناعية الكبرى فى روما، أن اقتصاديات الدول المتقدمة تشهد انكماشا عميقا وأن الاقتصاد العالمى على شفا الركود وأن تقديرات النمو تبلغ 0.5% فى 2009،
ووصف «كان» اجتماع مجموعة السبع بأن «الناس لا يغنون ولا يرقصون فرحا فى الوقت الحالى».. وتعهد وزراء مالية الدول السبع فى بيان بتثبيت استقرار الاقتصاد العالمى والأسواق المالية وجعله من أهم اولوياتهم، كما تعهدوا بعدم الانسياق للسياسات الحمائية.
وفى إيطاليا، تظاهر عشرات آلاف الموظفين غالبيتهم من الموظفين الحكوميين وعمال صناعة المعادن ضد سياسة رئيس الوزراء سيلفيو بيرلسكونى الاقتصادية مطالبين بدعم حكومى وذلك استجابة لدعوة نقابة «سى جى آى إل» اليسارية القوية التى طالبت بإضراب عام ورفع المحتجون الأعلام الحمراء قادمين من كل أنحاء البلاد مطالبين بحق «العمل للجميع» الذى يضمنه الدستور،
وقدر البعض عدد المشاركين ب700 ألف موظف وعامل، بينما قدرت وزارة الوظيفة الرسمية عدد المتظاهرين ب6% فقط من عدد الموظفين، وتثار مخاوف بشأن التفاوض على إبرام عقود عمل جديدة والتى ستؤدى بحسب الرافضين إلى تدهور نوعية الوظائف الرسمية
وقال الأمين العام للنقابة جوييملو ابيفانى «إنها الأزمة الأكثر تدميرا على الإطلاق بالنسبة للعمال»، واتهمت النقابة بيرلسكونى بعدم الجدية فى معالجة الأزمة الاقتصادية.وذلك بعد انكماش الناتج المحلى الإجمالى فى نهاية 2008 ب1.8% ودخول الاقتصاد الإيطالى مرحلة الانكماش الفعلى.