وسط أحوال جوية متردية قد تضعف من نسبة المشاركين، فتح نحو9500 مركز اقتراع فى شتى أنحاء إسرائيل أبوابه صباح أمس أمام 5.3 مليون ناخب يحق لهم التصويت فى الانتخابات العامة الإسرائيلية، ليختاروا برلمانًا جديداً هو ال18 فى تاريخ إسرائيل، وسط إجراءات أمنية مشددة، فيما يقول منظمو استطلاعات الرأى إن الانتخابات تشهد منافسة شرسة مع سعى بنيامين نتنياهو زعيم حزب «الليكود» اليمينى للإطاحة بحزب «كاديما» الوسطى بزعامة وزيرة الخارجية تسيبى ليفنى، وسط تقدم ملفت لليمين المتطرف، مما يعوق إمكانية التكهن بالفائز. ورغم توقعات تدنى نسبة المشاركة والخشية من أن يدفع الطقس البارد الناس إلى البقاء فى منازلهم، أدلى عدد أكبر من الإسرائيليين بأصواتهم فى الساعات ال5 الأولى أمس، مما كانت عليه الحال فى الانتخابات السابقة عام 2006، وقالت لجنة الانتخابات المركزية إن 23.4% أدلوا بأصواتهم حتى 12 ظهراً بالتوقيت المحلى، بزيادة 2% عنه فى الانتخابات الماضية. وكانت استطلاعات الرأى توقعت أن تتدنى المشاركة فى الانتخابات البرلمانية ال18 إلى مستوى قياسى، حيث أعرب الكثير من الإسرائيليين عن عدم تحمسهم للانتخابات التى تأتى عقب واحدة من أقصر الحملات الانتخابية فى تاريخ البلاد وأكثرها فتوراً، حيث تم اختصارها، بسبب العدوان على غزة الذى لم ينته إلا قبل 3 أسابيع فقط. وبلغت نسبة المشاركة 63.5% فى انتخابات مارس2006. أما أدنى نسبة فسجلت فى 2001وبلغت 62.3%. وضاق الفارق بين نتنياهو، الذى كانت استطلاعات الرأى تشير إلى أنه المرشح الأبرز، وليفنى منذ الحرب على غزة، فيما زادت شعبية اليمينى المتطرف أفيجدور ليبرمان زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» منذ الحرب التى ركزت السباق الانتخابى على المخاوف الأمنية. ويأتى فى المرتبة الرابعة وزير الدفاع إيهود باراك زعيم حزب العمل. ويمكن أن يحدد أداء الأحزاب الأصغر نتيجة السباق. ومن المقرر أن تذيع قنوات التليفزيون الإسرائيلى ال3 نتائج استطلاعات الرأى للناخبين لدى خروجهم من مراكز التصويت. ومن المتوقع إعلان النتائج النهائية للانتخابات التشريعية صباح اليوم، أو غداً فى حال كان الفارق ضئيلاً جداً بين المرشحين. وكان ليبرمان أول من ظهر أمس من المرشحين ال4 الرئيسيين وأدلى بصوته فى مستوطنة نوكديم بالضفة الغربية حيث يقيم، وقال: «من تابع الحملة الانتخابية يدرك أنه يوجد حزب واحد فقط هو الذى يعرف كيف يدير دفة الأمور»، فيما دعت ليفنى فى معرض إدلائها بصوتها فى تل أبيب حيث يقع مقر إقامتها، الإسرائيليين إلى التصويت سواء «سقط المطر أو لم يسقط»، و»ليس بدافع الخوف أو اليأس، واهم شىء ألا نفقد الأمل»، بينما أعرب نتانياهو عن ثقته بنتيجة الانتخابات، قائلاً إن الإسرائيليين «يريدون التغيير»، داعياً أولئك الذين يسعون إلى البحث عن اتجاه «جديد» إلى التصويت ل»الليكود». وفيما يخص شعوره وهو يدلى بصوته فى دائرته الانتخابية بالقدس المحتلة، قال نتنياهو «شعور طيب للغاية». وفى محاولات اللحظة الأخيرة لكسب تأييد 15% من الناخبين لم يحسموا أمرهم، كان المرشحون قاموا بجولة فى أنحاء إسرائيل أمس الأول وعقدوا عدة لقاءات مع الناخبين، وقالت ليفنى أثناء رحلة من تل أبيب إلى النقب «النصر بأيدينا»، فيما أعرب نتنياهو الذى التقى بيوفال رابين نجل رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق اسحق رابين عن ثقته فى تحقيق الفوز، قائلا «أنا اعتزم الفوز بالانتخابات وتشكيل حكومة موسعة قدر الإمكان مع كل الأحزاب الصهيونية التى ستنضم إلينا»، وفى حين أنه وعد ليبرمان بوزارة «مهمة» فى حكومته، إلا أنه أكد أنه لا ينوى تعيينه فى وزارة الدفاع. ورغم إعلان ليفنى ونتنياهو فى وقت سابق عزمهما تشكيل حكومة ائتلاف موحدة، فإنهما استبعدا الخطوة فى حال فوز الحزب الآخر، وفق صحيفة «جيروزاليم بوست»، فمن ناحيتها، قالت ليفنى: «لن أشارك فى حكومة لن أقودها ولا أؤمن بها»، فيما قالت مصادر مقربة من نتنياهو إنه فى حال فوز كاديما بمقاعد أكثر من الليكود، فإن حجم التكتل اليمينى ستحول دون تشكيل ليفنى لحكومة ائتلافية، مما سيفرض على الرئيس الإسرائيلى الطلب من نتنياهو تشكيل الحكومة. من ناحيته، قام باراك بجولة فى إسرائيل أمس الأول، ولكن يبدو أنه تخلى عن فكرة تولى رئاسة الوزراء، حيث قال: «يجب أن نحصل على حوالى 20 مقعدًا وإلا لن أكون وزيرا للدفاع». والتصويت فى الانتخابات يكون للحزب وتوزع مقاعد البرلمان الإسرائيلى (الكنيست) بطريقة التمثيل النسبى على قائمة من الأحزاب الوطنية. والحزب الذى يفوز بمعظم الأصوات عادة ما يكلف زعيمه بتشكيل حكومة. وقد تستغرق المناقشات السياسية الخاصة بتشكيل حكومة جديدة أسابيع. وسيبقى رئيس الوزراء إيهود أولمرت الذى استقال بعد التحقيق معه فى فضيحة فساد قائما بأعمال رئيس الوزراء لحين تشكيل حكومة جديدة. وإذا فاز حزب كاديما، ستصبح ليفنى أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء منذ جولدا مائير فى السبعينيات. وشغل كل من نتنياهو وزير المالية السابق «59 عاما» وباراك «66 عاما» منصب رئيس الوزراء من قبل. يذكر أن اليوم الذى تجرى فيه الانتخابات فى إسرائيل هو عطلة عامة، لكن وسائل النقل العام تعمل كالمعتاد لتمكين المواطنين من الذهاب إلى مراكز الاقتراع والإدلاء بأصواتهم. وانتشر أكثر من 16 ألف شرطى فى كل أرجاء البلاد، فى حين قام الجيش الإسرائيلى بإغلاق الضفة الغربية لمنع دخول أى فلسطينى إسرائيل تجنبا لوقوع أى هجمات محتملة يوم الانتخابات، كما أغلقت المعابر بين إسرائيل والضفة الغربية أمس باستثناء نقطة بيت حانون «إيريز» للحالات الإنسانية.