طوال ثلاث ساعات ونصف الساعة قدم عرض «يا دنيا يا حرامى» ليلة افتتاحه الخميس الماضى على المسرح العائم الكبير فاصلاً من الإيحاءات الجنسية والارتجال والخروج عن النص، لدرجة أن الممثلين ابتعدوا عن القضية الرئيسية التى تدور حولها المسرحية وهى محاولة اغتصاب مجموعة من رجال الأعمال لأرض جزيرة الذهب التى يعيش فيها مواطنون بسطاء، وعن طريق بعض رجال الشرطة يفرض هؤلاء الرجال سيطرتهم على الجزيرة بغرض استثمارها فى إنشاء قرى سياحية. شهد العرض حضوراً ضعيفاً للممثلة انتصار التى بدت فى أحيان كثيرة لا تحفظ الحوار، ومها أحمد التى قدمت دور بائعة ورد على الكورنيش وخرجت أكثر من مرة عن النص وورد على لسانها العديد من الإيحاءات الجنسية ولم يختلف الأمر كثيراً بالنسبة لماجد المصرى، الذى أثار استياء جمهور العرض عندما خلع البنطلون على خشبة المسرح ليظهر بشورت أبيض مكتوب عليه بالأحمر «أبوتريكة» كما تضمن العرض بعض العبارات الساخرة من رجال الشرطة. البعض من جمهور العرض لم يتحمل اللهجة الجريئة فى الحوار فانصرف قبل انتهاء المسرحية والبعض الآخر انصرف فى النصف ساعة الأولى. مدحت يوسف مدير المسرح أكد أن ما حدث ليلة افتتاح العرض لم يتكرر مرة ثانية، وقال: أنا ضد التدخل فى شؤون المؤلف والمخرج، ولكن ما شاهدته فى العرض الأول جعلنى أدخل عليهم بعد نهاية العرض، وأعاتبهم على الأخطاء التى وقعوا فيها، وحذرت جميع الممثلين من الخروج عن النص، واختصرت ساعة من زمن المسرحية، بعد حذف كل الألفاظ والإيحاءات الجنسية والمسرحية الآن خالية من أى جملة تخدش حياء الأسرة، وذلك بعد التعديلات التى أجراها هشام عطوة مخرج المسرحية. وأكد مدحت أن ما حدث طبيعى فى أول أيام أى عرض، حيث يتدخل المخرج بعد ذلك بحذف ما يغضب الجمهور، وممثلو العرض انبهروا من عدد الجمهور الكبير فى ليلة الافتتاح، فخرجوا عن النص لإضحاك الناس ف«بوظوا» العرض، وخرجت منهم ألفاظ غير لائقة ولا تتناسب مع تقاليد المسرح، وقال مدحت: أعد الجمهور بأنه لن يرى ذلك مرة أخرى.. وحاسبونى بعد الأسبوع الأول من العرض. وأوضح أن عدم حفظ بعض الممثلين لأدوارهم يرجع إلى اعتذارهم المستمر عن البروفات، فانتصار لم تجر إلا عشر بروفات وكانت دائماً مشغولة بتصوير أعمال أخرى، كما أن فريق العمل لم يكتمل إلا فى ثلاث بروفات. متولى حامد مؤلف العرض أعرب عن غضبه الشديد على ما وصلت إليه المسرحية، وأنه غير مسؤول عن كل الإسفاف والإيحاءات التى وردت فى العرض، وقال: لم أكتب شيئاً تافهاً، فكلها أدخلها المخرج وأبطال العمل دون الرجوع إلى وحتى الآن لا أعرف سبب تشويه النص. واستنكر متولى موقف ماجد المصرى الذى خلع بنطلونه، وقال: هذا أمر مخل بالآداب العامة، ولا يصح على خشبة مسرح الدولة والمخرج لم يستطع السيطرة على النجوم وتركهم يفعلون ما يشاؤون فكثر الارتجال ولم يدخلوا فى موضوع المسرحية إلا بعد ساعة من العرض والنص الأصلى خال تماماً من هذه الأفعال ولا أعرف لماذا ظهر عسكرى الأمن المركزى بهذه الصورة كما أدخل المخرج تعديلات فى النص وسخر خلالها من ضباط الداخلية، وأنا برىء من ذلك تماماً، كما أن النص يخلو من مشاهد ضرب رجل الشرطة للمواطنين على الكورنيش.