لم تجد الطفلة الفلسطينية، التى لم يتجاوز عمرها تسع سنوات، سبباً مقنعاً للعدوان الإسرائيلى الوحشى على غزة واقتحام مدرستها وتحطيم جدران بيتها، لكنها وجدت أسباباً كافية تجعلها تكره إسرائيل، لأنها بلد «محتلة ومغتصبة»، وتصف جنودها بالإرهابيين الذين يمارسون العنف مع مواطنين فلسطينيين ليس لهم أى ذنب. من غزة إلى القاهرة، جاءت «نهى شعبان» لتلقى العلاج فى مستشفى «الهلال الأحمر» ويرافقها أمها ونسرين وصالح أخواها.. تقول: «المدرسون طلبوا من التلاميذ أن يتركوا فصولهم بسرعة ويعودوا إلى منازلهم خوفاً من وقوع قصف على المدرسة، حيث تدوى أصوات القنابل والصواريخ فى كل مكان، تركوها وهربوا من الفصول وتسابقوا فى الجرى داخل الشوارع للوصول إلى المنازل، ربما يجدون الأمن والأمان وينجون من هذا القصف الرهيب». قبل أن تصعد «نهى» إلى المنزل لتحتمى فى أحضان أمها وأخويها حدث ما كانت تخشاه.. صاروخ سقط على بيتها فحوله إلى أكوام من التراب، خرجت أمها وصالح ونسرين من هذا القصف ببعض الاختناقات الحادة وأصيبت «نهى» بجروح وكسور فى قدميها. من المعابر بدأت رحلة نهى إلى القاهرة، كانت الأمور صعبة فى البداية كما تقول ولكن سريعاً ما كانت داخل مصر: «البلد التى نجدها دائماً وقت الأزمات والمحن». عبرنا الطريق من العريش إلى مستشفى «الهلال الأحمر»، وفى الغرفة 942 فى الدور التاسع ترقد «نهى» وترعاها أمها وأخواها صالح ونسرين، ويحمدون الله أن الأمور توقفت عند هذا الحد. وبلهجة هادئة قالت نهى: «شكراً لمصر وللمصريين، وكتر ألف خير مصر، وكفاية إنها بتعالجنا على حسابها ببلاش، وإحنا فى بلادنا بندفع فلوس كتيرة عشان نتعالج.. وكفاية على مصر همومها». وعن رأيها فى «أمريكا والسعودية وقطر وحسن نصرالله» قالت: «أمريكا اللى واقفة جنب إسرائيل من زمان تبقى عدوتنا، والسعودية بنروح هناك فى الحج، وقطر دولة مش معروفة أوى، وحسن نصرالله شفته كتير فى التليفزيون».