قال أحمد أبو الغيط وزير الخارجية إن مباحثات الفصائل الفلسطينية فى القاهرة شهدت تطورات «إيجابية»، وأنه فى إطار الجهود المصرية قد نصل إلى وقف دائم لإطلاق النار «خلال الأسبوع الأول من فبراير المقبل» بما قد يؤدى إلى فتح المعابر وفقا للمبادرة المصرية. وأضاف فى مؤتمر صحفى أمس عقب لقاء الرئيس مبارك والمنسق الأعلى للسياسات الأمنية للاتحاد الأوروبى خافيير سولانا، أنه «يجرى حاليا الإعداد للمصالحة الفلسطينية حيث ستتم دعوة الفصائل للحوار، معربا عن أمله فى أن يتم التوصل لاتفاق بهذا الشأن خلال الأسبوع الأول من الشهر المقبل. وقال سولانا إن هناك حاجة ماسة للتوصل إلى وقف إطلاق نار مستقر ومستمر، كما لابد من بذل كل الجهود لضمان وصول المساعدات الإنسانية الأساسية للفلسطينيين فى غزة، مشيرا إلى ضرورة فتح المعابر، وأضاف: «سيكون هناك تعاون مع مصر فى هذا الإطار وكذلك التحدث بشكل واضح مع إسرائيل حول هذا الأمر». وأشار سولانا إلى أنه سيتم التنسيق مع الولاياتالمتحدة بهذا الشأن، خاصة بعد زيارة المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط جورج ميتشل للمنطقة، وقال إنه سيلتقى ميتشل فى القاهرة عقب وصوله اليوم. ووصل ميتشل إلى القاهرة أمس، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية روبرت وود إن ميتشل سيجرى مباحثات حول الهدنة «الهشة» بين إسرائيل وحماس، إضافة إلى عملية السلام فى الشرق الأوسط. وعن زيارة ميشتل قال الرئيس الأمريكى بارك أوباما فى حواره مع قناة العربية إن مبعوثه سافر إلى الشرق الأوسط مع تعليمات ب «البدء بالاستماع لأنه غالبا ما تبدأ الولاياتالمتحدة بإملاء الأشياء» ثم العودة وتقديم تقرير عما سمعه. وأضاف أوباما: «انطلاقا من هذا الأمر سوف نصيغ جوابا محددا، وفى نهاية الأمر لا يعود لنا القول للإسرائيليين والفلسطينيين ما هو الأفضل بالنسبة لهم، يجب أن يأخذوا بعض القرارات». إلى ذلك واصلت القاهرة مباحثاتها مع وفود الفصائل الفلسطينية للاتفاق على وقف إطلاق نار شامل 5 فبراير المقبل، والبدء فى المصالحة الوطنية يوم 22 من نفس الشهر، وعقد الوزير عمر سليمان لقاءات أمس ووفدى حركة الجهاد الإسلامى والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وقال عضو المكتب السياسى للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الدكتور صالح زيدان إن الجبهة بحثت مع الوزير عمر سليمان ثلاثة مواضيع هى وقف إطلاق النار وإعادة إعمار قطاع غزة والحوار الوطنى الشامل، مشيرا إلى أن وفد الجبهة فى القاهرة ناقش موضوع التهدئة مع وفود حماس وفتح والجبهة الشعبية. وأضاف ل «المصرى اليوم» أكدنا ضرورة أن تكون التهدئة شاملة ومتبادلة ومتزامنة تشمل الضفة الغربيةوغزة، واقترحنا تشكيل وفد من جميع الفصائل لإعلان التهدئة يوم 5 فبراير المقبل لتكون التهدئة بين الفصائل مجمعة وإسرائيل. وأشار إلى أن الجبهة اقترحت أن تتم إعادة الإعمار على طريقة التجربة اللبنانية حيث تتولى الدول المانحة أو المؤسسات الدولية مثل الأونروا مسؤولية إعادة الإعمار وتوزيع المساعدات، وقال إن الوزير عمر سليمان أبلغ وفد الجبهة أن القاهرة ستستضيف يوم 28 فبراير المقبل مؤتمرا للدول المانحة. وحول الحوار الوطنى قال زيدان: «توافقنا مع مصر على أن يبدأ الحوار يوم 22 فبراير المقبل برعاية مصرية، وينبثق عنه خمس لجان تهتم بالانتخابات وقانونها، وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وتفعيل المنظمة وإعادة بناء الأجهزة الأمنية وإجراء المصالحات الداخلية». وردا على سؤال حول أن هذه المقترحات هى نفسها المقترحات السابقة للحوار الذى رفضت حماس عقده فى نوفمبر الماضى، قال زيدان: «هذا صحيح لكن هناك مستجدات على الساحة الفلسطينية الآن بعد العدوان الإسرائيلى تستوجب بدء المصالحة الوطنية فورا». من جانبه قال المتحدث باسم «حماس» عضو وفدها فى القاهرة أيمن طه إن تاريخ 22 فبراير»ليس نهائيا، ويخضع للمناقشة، وأنه من بين الأفكار المطروحة للمناقشة، والتى ستعطى الحركة ردا عليها فى الوقت المناسب». وفى سياق متصل أبدى رئيس الوزراء الفلسطينى فى الحكومة المقالة إسماعيل هنية دهشته من الموقف الأوروبى الذى «يحمل الضحية والشعب المقهور مسؤولية المأساة التى تعرض لها قطاع غزة»، وقال: «كنا نتوقع من فرنسا وهى التى ترفع لواء الحرية والعدالة والمساواة بدلا من أن تأتى على بحر غزة بقطع بحرية لتشديد الخناق والحصار، أن ترسل مستشفيات عائمة لتطبيب الجرحى والأطفال الذين حرقتهم الأسلحة المحرمة الدولية». وطالب هنية فى بيان صحفى أمس بعض الدول الأوربية «بإعادة النظر فى هذه المواقف التى تتناقض مع أبسط حقوق الإنسان والأعراف والمواثيق الدولية». وأكد هنية أن حكومته «لا تحرص على تسلم أموال إعادة الإعمار ولا تسعى لذلك»، مشيرا إلى أنها «تعمل فقط على الاطمئنان على استخدام هذه الأموال فى إعادة الإعمار». وقال نحن «موافقون»على اقتراح عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية بأن تقوم الجامعة العربية مجتمعة أو الدول العربية التى ستقدم المساعدات بالإشراف على إعادة الإعمار فى القطاع.