استضافت القاهرة لقاء ثلاثيا أمس، جمع الرئيس مبارك مع الرئيس الفلسطينى ووزير الخارجية السعودى، فى إطار الجهود الدبلوماسية الرامية لتثبيت التهدئة فى قطاع غزة، والتوصل إلى اتفاق شامل بحلول يوم الخميس المقبل. ومن المنتظر أن يلتقى الوزير عمر سليمان اليوم، وفد حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، لمعرفة رده على المقترحات المصرية الخاصة بالهدنة، والحوار الوطنى الفلسطينى. وعقد الرئيس مبارك ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس «أبومازن»، ووزير الخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل، لقاء أمس، استمر على مدار ساعتين، تم خلاله بحث آخر التطورات فى الجهود المصرية للمصالحة بين الفصائل والتوصل إلى موقف فلسطينى موحد يمهد لبدء مفاوضات جادة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى لإحياء عملية السلام، إضافة إلى جهود تثبيت وقف إطلاق النار، وإعادة إعمار غزة. وبعد اللقاء المعلن، عقد أبومازن والفيصل وأحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، والوزير عمر سليمان، اجتماعاً مغلقاً، غير معلن، استمر لمدة نصف ساعة، وعقب الاجتماع غادر أبوالغيط والفيصل القاهرة متوجهين إلى أبوظبى، وقال السفير الفلسطينى لدى القاهرة نبيل عمرو، إنه «لا توجد علاقة بين زيارة أبوظبى وبين ما حدث فى الاجتماع الثلاثى»، مشيراً إلى أن زيارة أبوظبى كانت «معدة مسبقاً». وأضاف ل«المصرى اليوم» أن الاجتماع تضمن «تقييماً للموقف السياسى، خاصة بعد زيارة المبعوث الأمريكى جورج ميتشل للمنطقة، والمؤشرات الإيجابية عقب تولى الرئيس الأمريكى باراك أوباما مهام الرئاسة». وأشار إلى أن اللقاء تطرق أيضاً إلى بحث العمل العربى المشترك فى المرحلة المقبلة، والتأكيد أن تكون مبادرة السلام العربية أساساً للعمل العربى المشترك، إضافة إلى بحث الحوار والمصالحة الوطنية الفلسطينية. وقال إن الوزير عمر سليمان وأبوالغيط، شرحا إلى أين وصلت جهود تنفيذ المبادرة المصرية، وما هو المتوقع فى الفترة المقبلة، مؤكدين أن «مصر ستمضى قدماً فى الحوار والمصالحة ضمن الجدول الزمنى الذى وضعته». وأكد عمرو أنه «لا مفر من التزام حماس بالورقة المصرية، ولا يوجد أمل بوضع معقول إلا من خلالها، لأن المعركة فى غزة لم تنته، وإسرائيل وضعتها على أجندة الانتخابات، مما يعنى أن الخطر قادم». وأشار عضو اللجنة المركزية بمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور نبيل شعث، إلى أن هناك «تقدماً» فى المباحثات المصرية لتحقيق التهدئة، وقال إن الخلاف «محدود»، ويتركز حول مدة التهدئة، وضمانات فتح المعابر. وأضاف أن المشكلة «الأهم»، هى قضية المعابر، مشيراً إلى أن إسرائيل «أغلقت» كل المعابر، و«منعت» إدخال السلع الغذائية إلى قطاع غزة، وما زالت مستمرة فى «خنق» الشعب الفلسطينى. ووصف الحصار الإسرائيلى بأنه «شىء لا يطاق»، وقال: لا يجوز العودة للمفاوضات فى ظل استمرار غلق الحدود والاستيطان، لأن هذا يجعل عملية السلام بلا فائدة، ومجرد وسيلة لتعذيبنا. وأعلن عضو المكتب السياسى فى حركة «حماس» محمد نصر، أن وفد حركته من المنتظر أن يبحث اليوم مع الوزير عمر سليمان، مسألة التهدئة وفتح المعابر وفك الحصار، رافضاً الإدلاء بأى تفاصيل عن رد الحركة على المقترحات المصرية الخاصة ببدء التهدئة يوم 5 فبراير الجارى، وقال: «هذا الموضوع سنناقشه فى مباحثاتنا مع الوزير عمر سليمان». وأشار إلى أن تشكيل وفد الحركة إلى القاهرة لم يتغير، وأنه يضم نفس الأعضاء الذين شاركوا فى مباحثات القاهرة منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، ويضم كلا من صلاح البردويل وجمال أبوهاشم وأيمن طه وعماد العلمى ومحمد نصر. وتوقعت مصادر فلسطينية مقربة من المباحثات، أن تقبل حركة حماس المقترحات المصرية حول التهدئة، وقال: «إن الحركة ليست لديها مشكلة فى أن تكون التهدئة لمدة عام أو 18 شهراً، المهم أن تكون محددة بسقف زمنى».