بدأت أمس مباحثات الفصائل الفلسطينية فى القاهرة، التى تهدف - حسب مصدر مصرى مسؤول - إلى «تثبيت وقف إطلاق النار، والوصول إلى اتفاق تهدئة وفتح المعابر، بما يتيح الانتقال للمرحلة الثانية من المبادرة المصرية، الخاصة بإنهاء حالة الانقسام الفلسطينى». وعقد الوزير عمر سليمان، أمس، مباحثات مع وفد حركة حماس برئاسة عماد العلمى، وعضوية عضو المكتب السياسى من سوريا محمد نصر، ومن قطاع غزة جمال أبوهاشم وصلاح البردويل وأيمن طه. وتستمر المباحثات اليوم مع وفد منظمة التحرير الفلسطينية، الذى يضم حركة فتح برئاسة عزام الأحمد، والاتحاد الديمقراطى الفلسطينى «فدا» برئاسة صالح رأفت، والجبهة العربية الفلسطينية برئاسة جميل شحادة، وعدد من الفصائل الأخرى، فيما سيعقد المسؤولون المصريون لقاءات منفصلة مع وفدى الجبهة الديمقراطية برئاسة نايف حواتمة، والجبهة الشعبية، للذين رفضا الانضمام إلى وفد المنظمة على الرغم من عضويتهما فيها، ويصل اليوم إلى القاهرة وفد حركة الجهاد الإسلامى. كان وفد منظمة التحرير قد وصل أمس، وقال خالد عطية، منسق المعابر فى سفارة فلسطينبالقاهرة، المتواجد على معبر رفح إن وفداً من تسعة أفراد من حركة فتح وقوى اليسار الفلسطينى عبر معبر رفح أمس، ويضم النائب أشرف جمعة، وكايد الغول، وصالح زيدان، وطلال أبوظريفة، وفيصل أبوشهلا، وجميل المجدلاوى، وصالح ناصر، ورباح مهنا، وإبراهيم الزعانين. وقال مسؤول مصرى رفيع المستوى: إن مصر تبحث سبل التوصل إلى اتفاق نهائى لوقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ونأمل أن ننجح فى تقريب وجهات النظر سريعاً، مشيراً إلى أن القاهرة استقبلت الخميس الماضى، مستشار الدائرة السياسية والأمنية بوزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد. وقبل بدء اللقاءات أكد القيادى فى حركة حماس، الدكتور إسماعيل رضوان - أن زيارة الوفد للقاهرة تأتى فى إطار استكمال الحوارات السابقة، وتثبيت قرار وقف إطلاق النار بين سلطات الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية. وقال رضوان فى تصريح صحفى: إن المباحثات فى القاهرة تهدف لتثبيت وقف إطلاق النار وفتح المعابر ورفع الحصار بشكل كامل وإعادة إعمار القطاع والتوصل إلى تهدئة محدودة الأمد، بالإضافة إلى التواصل مع الجانب المصرى فى جميع القضايا العالقة مع الجانب الصهيونى. وأضاف: إننا لا نقبل بأقل من فتح المعابر ورفع الحصار بشكل كامل ولن نقبل بأى تهدئة لا ترفع الحصار وتوقف العدوان وتعيد الإعمار للقطاع المدمر، لافتاً الانتباه إلى أن حركة «حماس» ترفض التهدئة طويلة الأمد لأنها تقتل المقاومة، ولأن المقاومة حق مشروع للشعب الفلسطينى ما دام هناك احتلال. وأعلن المفاوض الإسرائيلى عاموس جلعاد أن مصر قادرة على وقف تهريب السلاح من أراضيها لقطاع غزة، وقال فى تصريحات للقناة الثانية فى التليفزيون الإسرآئيلى إن استعداد مصر للتحرك ضد تهريب الأسلحة غير مسبوق، وإن المصريين يدركون أن حماس لا تشكل خطراً على إسرائيل فحسب، بل عليهم أيضاً، وأن حماس تتحرك بالتنسيق مع الإخوان المسلمين ومع إيران. وفى سياق متصل، قال مصدر دبلوماسى إن مصر ليس لديها اعتراض على وجود فرقاطة فرنسية أو أمريكية لمراقبة سواحل غزة، ومنع تهريب الأسلحة إليها بشرط تواجدها فى المياه الإقليمية بعيداً عن الأراضى المصرية. وأضاف المصدر أن تواجد هذه الفرق سيساهم فى منع التهريب، فى إطار الحملة الدولية التى تتبناها مصر، مشيراً إلى موافقة القاهرة من حيث المبدأ على أن تقوم الولاياتالمتحدة بتدريب القوات المصرية على استخدام الأجهزة الحديثة التى سترسلها للكشف عن الأنفاق ووقف عمليات التهريب عبر الحدود. وكشفت صحيفة «صنداى تايمز» البريطانية عن أنه «تم تكليف» أحد فرق العمل التابعة للبحرية فى خليج عدن بملاحقة أى سفن أسلحة إيرانية متجهة للبحر الأحمر، مشيراً إلى أن طهران «تسعى إلى إعادة تسليح حماس». ونقلت عن مصادر دبلوماسية أمريكية قولها إن الفرقة رقم 151، التى ينصب دورها على التصدى للقراصنة فى خليج عدن، صدرت لها تعليمات بتعقب سفن الأسلحة الإيرانية. وطالب السفير عبدالرؤوف الريدى، رئيس المجلس المصرى للشؤون الخارجية، الدول التى أوفدت أساطيلها لوقف تهريب الأسلحة إلى غزة بدراسة ما نصت عليه الاتفاقيات الدولية حول حماية المدنيين فى وقتى الحرب والاحتلال، كما هو الحال فى غزة، متسائلاً: من يحمى المدنيين فى غزة من سطوة الاحتلال الغاشم وحروبه العدوانية؟!