الأزمة المالية العالمية تؤثر على سوق الانتقالات فى العالم

مع اقتراب انتهاء فترة الانتقالات الشتوية فى أوائل شهر فبراير المقبل، وضح تأثر معظم الأندية حول العالم بالأزمة الاقتصادية العالمية، التى بدأت آثارها تظهر على كرة القدم من خلال تراجع الكثير من الأندية عن التعاقد مع لاعبين جدد لتدعيم الصفوف خلال مباريات الدور الثانى، بسبب تأثر معظم ملاك هذه الأندية.
وحاولت معظم الأندية فى الدورى الإسبانى تقليص عدد اللاعبين الذين تعاقدت معهم منذ بداية انتقالات يناير باستثناء ريال مدريد الذى ضم كلاً من الهولندى كلاس يان هونتيلار من أياكس أمستردام مقابل نحو 27 مليون يورو، والفرنسى لاسانا ديارا، لاعب وسط بورتسموث الإنجليزى، بسبب النقص العددى الشديد الذى يعانى منه الفريق لظروف الإصابات التى ستبعد معظم لاعبيه حتى نهاية الموسم،
فى حين أن غريمه التقليدى برشلونة لم يتعاقد مع أى لاعب جديد خلال تلك الفترة على الرغم من إعلان مسؤوليه عدم تأثرهم بالأزمة المالية، فى حين انحصرت انتقالات باقى الأندية حول اللاعبين ذى الأسعار الرخيصة والمتوسطة لتأثرهم الشديد بالأزمة.
وفى إيطاليا دفعت الأزمة المالية مسؤولى ميلان الإيطالى للتفكير فى قبول عرض مانشستر سيتى لضم البرازيلى ريكاردو كاكا، الذى وصل إلى 126.1 مليون دولار، لتحسين الوضع المالى للنادى لشراء لاعبين آخرين على الرغم من إعلان سلفيو بيرلسكونى، رئيس النادى، عدم وجود نية لبيع اللاعب مطلقاً، ولكن الضغط الجماهيرى دفع اللاعب لرفض العرض والاستمرار فى «الروزانيرى»،
فى حين انحصرت باقى الصفقات فى مجرد عروض لم ترتق معظمها لمستوى العروض الرسمية مثل إعلان اليوفنتوس عن رغبته فى ضم الهولندى ديرك كويت، لاعب ليفربول الإنجليزى، مقابل 30 مليون يورو، ورغبة جوزيه مورينهو، مدرب إنترميلان، فى التعاقد مع الأرجنتينى كارلوس تافيز من مانشستر يونايتد.
كانت سوق الانتقالات فى الدورى الإنجليزى هى الأكثر تأثراً بالأزمة حيث تعثرت معظم الصفقات، بسبب عدم وجود السيولة المالية الكافية لإتمامها.
وتجلى ذلك بوضوح فى إعلان البرازيلى لويس فليبى سك، ولارى، المدير الفنى لفريق تشيلسى، حاجته لمهاجم من أصحاب الأجور المتوسطة بعد إعلان الملياردير الروسى رومان إبراهيموفيتش، مالك النادى، عن خسارته مبالغ طائلة من جراء الأزمة الاقتصادية العالمية، حتى إن سكولارى الذى يرغب فى ضم البرازيلى روبينهو من مانشستر سيتى أعلن استعداده التنازل عن أربعة من لاعبيه،
بالإضافة إلى دفع 15 مليون جنيه إسترلينى للتعاقد مع اللاعب خلال شهر يناير الجارى، أو بعد نهاية الموسم، ورحب سكولارى برحيل أى لاعب عن فريقه خلال الفترة المقبلة لتوفير النفقات، مشيراً إلى أن الباب مفتوح أمام أى لاعب للرحيل إذا لم يكن يريد اللاعب للنادى. كان سكولارى قد طالب مسؤولى ناديه بالتعاقد مع روبينهو قبل بداية الموسم، إلا أن مانشستر سيتى نجح فى خطف اللاعب مقابل 32.5 مليون جنيه إسترلينى من ريال مدريد ناديه السابق الذى اختلف مع تشيلسى على السعر.
وقال سكولارى لصحيفة «صن» الإنجليزية: إنه مستعد للتنازل عن نيكولاس أنلكا وسالمون كالو وفلورنت مالودا بالإضافة إلى مدافع آخر نظير الحصول على خدمات البرازيلى روبينهو، على الرغم من اعترافه بصعوبة موافقة مسؤولى مانشستر سيتى على رحيل اللاعب فى ظل سعيهم لضم «كاكا» لاعب ميلان لتكوين فريق الأحلام فى مانشستر سيتى.
وعلى الجانب الآخر، يبذل مسؤولو نادى أرسنال مجهودات كبيرة مع نظرائهم فى نادى زينت سان بطرسبرج الروسى لإقناعهم بتخفيض قيمة صفقة انتقال أندرى أرشافين إلى صفوف «المدفعجية».
وطالب عدد من أعضاء مجلس الإدارة الملياردير الروسى أليشر عوثمانوف، مالك النسبة الأكبر من قيمة أسهم أرسنال، بالتدخل لمحاولة إقناع مسؤولى زينت بتخفيض قيمة الصفقة إلى 12 مليون جنيه إسترلينى فقط، بدلاً من 20 مليون إسترلينى،
وهو المبلغ الذى طلبه المسؤولون فى النادى الروسى نظير التخلى عن لاعبهم. كان مسؤولو زينت قد رفضوا عرض أرسنال لشراء اللاعب مقابل 10 ملايين إسترلينى. فيما أثار عرض نادى مانشستر سيتى مبلغ 126.1 مليون دولار لشراء البرازيلى ريكاردو كاكا من نادى ميلان الإيطالى استياء العديد من الأندية الإنجليزية، بسبب الضرر الذى قد يقع على هذه الأندية جراء ارتفاع أسعار اللاعبين.
وعرض مسؤولو مانشستر سيتى على اللاعب 13.3 مليون جنيه إسترلينى فى الموسم الواحد فى عقد لمدة خمس سنوات، بحيث يصل راتبه الأسبوعى إلى 255 ألف جنيه إسترلينى، ليصبح إجمالى الصفقة 243 مليون إسترلينى،
ويبذل مسؤولو مانشستر سيتى مجهودات كبيرة لإقناع اللاعب بقبول العرض بعد أن سمح له مسؤولو الميلان بالتفاوض معهم ودراسة العرض بجدية. واعتبر أرسن فينجر، مدرب أرسنال، أن عرض مانشستر سيتى لشراء كاكا، يهدد «بخلط الأوراق» فى سوق كرة القدم من خلال تغذية «النزعة نحو الغلاء فى عالم منكمش».
وحذر فينجر من أن «انعكاسات مثل هذا العرض تخلط أوراق السوق وتشكل نزعة نحو الغلاء فى عالم يشهد انكماشاً اقتصادياً».
كانت مجموعة أبوظبى للتطوير والاستثمار قد اشترت فى سبتمبر الماضى مانشستر سيتى، أحد الأندية العريقة فى تاريخ كرة القدم الإنجليزية، فبات عملياً الأغنى فى العالم.