وضعت مكتبة الإسكندرية حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، بين رواد الإصلاح والتجديد فى الإسلام. وذكر الكتاب، الذى حمل اسم «رواد التجديد والإصلاح فى العالم الإسلامى فى القرنين 13 و14 هجرية 19 و20 ميلادية» أن البنا نموذج فريد للزعيم الروحى والمفكر الدينى والمصلح الاجتماعى والقائد الجماهيرى، الذى يمكن أن تلتف حوله مختلف الطوائف والمستويات التى يجمعها اتجاه فكرى واحد. وأعد الكتاب مصطفى عاشور، وهو مدير تحرير بجريدة إسلام أون لاين، بمناسبة مؤتمر اتجاهات التجديد والإصلاح فى الفكر الإسلامى الحديث، الذى عقد فى الفترة من 19 إلى 21 يناير الجارى بمكتبة الإسكندرية. وجاء فى الكتاب «إن البنا استطاع أن يؤسس أكبر جماعة دينية فى القرن العشرين بلغ أتباعها الملايين. وفى الغلاف الداخلى للكتاب قالت المكتبة (الآراء الواردة فى هذا البحث لا تعبر بالضرورة عن مكتبة الإسكندرية)، بالرغم من أن الإصدار يحمل اسم المكتبة». وأضاف أن البنا كان حريصاً على جمع كلمة المسلمين ولم شملهم وتوحيد طوائفهم وفرقهم، وكان ذا قدرة عظيمة على العمل فلم يكن ينام أكثر من 5 ساعات فى اليوم، وكان واسع الاطلاع بصورة نادرة، فقد كان يحفظ العديد من دواوين الشعر، وعلى رأسها ديوان المتنبى. ووصف الكتاب البنا بأنه «كان يفهم الإسلام فهما معتدلاً، وكان يرى أن تعاليمه وأحكامه شاملة تنظم شؤون الناس فى الدنيا والآخرة، وأن الإسلام عقيدة وعبادة، ودين ودولة، وروحانية ومصحف وسيف»، وكان من أبرع الكتاب ومن أكثرهم قدرة على تصوير ما بنفسه ومن أشدهم تأثيراً فى النفوس بالألفاظ الكريمة والمعانى المركزة، وبلغ من قوة حافظته أنه كان يعرف عدداً كبيراً من الناس، ويعرف عنهم كل ما يحيط بهم معرفة تامة، ويعرف مدن القطر وقراه، وكل بلد فيه، ونظم أهلها، وعاداتهم وتقاليدهم». من جانبه قال الدكتور صلاح الجوهرى، المسؤول عن أوراق المؤتمر، إن مكتبة الإسكندرية مجال حر للآراء والكتاب وليست حزباً أو جماعة، والبحث المذكور لا يعبر بالضرورة عن رأى المكتبة وقد ذكرنا ذلك فى الغلاف الداخلى للكتاب، مشيراً إلى أن البنا مات عام 1949، ومجلس قيادة الثورة بقيادة محمد نجيب وجمال عبدالناصر سبق أن ذهبوا للرجل والتقوه مرتين قبل الثورة.