أجندة الحرب تتصدر الدعاية الانتخابية ل «كاديما»

مستعينا بخطاب للسفير الفلسطينى فى موسكو، انتقد الكاتب الروسى «فلاديمير أنوكين» الحرب الشاملة، التى وضعت إسرائيل أوزارها أحاديا فى قطاع غزة مطلع هذا الأسبوع، مؤكدا أن ساسة الحكومة الإسرائيلية يعانون «قصر نظر حاد»، لا يجعلهم يدركون حجم الكارثة الإنسانية التى اقترفوها، بل لا يمكنهم من قراءة نتائج استطلاعات الرأى، التى تؤكد إحداها فى الولايات المتحدة أن 30 % من مؤيدى أوباما يتعاطفون مع الفلسطينيين.
ويقول الكاتب فى صحيفة «برافدا» إن قرار إسرائيل بإنهاء الحرب لا يعنى أن السلام سيحل على منطقة الشرق الأوسط بين عشية وضحاها، لاسيما أن تداعيات العملية العسكرية التى نفذها الجيش فى غزة مروعة، ويمضى الكاتب قائلا: «صحيح أن رئيس الوزراء إيهود أولمرت أعلن أن القوات البرية تلقت أوامر بوقف إطلاق النار، بعدما حقق الجيش أهدافه من العملية، لكنه لم يحدد ماهية هذه الأهداف التى حققتها إسرائيل فى غزة».
وهنا استشهد الكاتب بمقتطفات من خطاب أرسله السفير الفلسطينى لدى روسيا للصحيفة، أكد فيه أن إسرائيل شنت عمليتها العسكرية فى محاولة منها لتعويض الشعبية المتدنية لحزب «كاديما» الحاكم قبل شهر من الانتخابات البرلمانية، بل إنها كانت تخطط من البداية لأن تسحب القوات كليا قبل تولى الرئيس الأمريكى الجديد باراك أوباما الحكم.
ويؤيد الكاتب هذا الرأى، مرجحا أن تكون الحكومة الإسرائيلية قد شنت هذه الحرب لأسباب سياسية تخصها هى، فليس من قبيل المصادفة أبدا أن الانتخابات العامة ستجرى الشهر المقبل، وأضاف أن هذه الحرب يمكن وصفها بأنها تأتى فى إطار مرحلة الإعداد الحزبى لانتخابات 10 فبراير.
ويمضى «أنوكين» قائلا إن المجتمع الدولى واثق من أنه لم تكن هناك ضرورة ملحة لإسرائيل لضرب غزة على هذا النحو الوحشى، مشيرا إلى أن أكثر من 200 ألف شخص فى القطاع تشردوا بعد أن فقدوا منازلهم، خاصة أن غزة معروفة بأنها منطقة ذات كثافة سكانية عالية، وعلاوة على الخسائر البشرية الفادحة فى أرواح المدنيين، فإن الخسائر المادية تقدر بحوالى 3 مليارات دولار، نتيجة العمليات العسكرية التى جرت على مدار الأسابيع ال 3 الماضية.
وفى سياق عرضه رؤيته الداعمة لما أورده السفير الفلسطينى فى خطابه، أبرز «أنوكين» تقدير السفير للمساعى الحميدة التى تقوم بها مصر لإنهاء الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، كعضو محورى فى الجامعة العربية، لكنه فى الوقت نفسه، نقل عن السفير آماله التى يعلقها الآن على الدور الذى يمكن أن تلعبه روسيا، كعضو دائم فى الأمم المتحدة، وضلع رئيس فى الرباعى الدولى، كما أنها هى الدولة التى ستحتضن مؤتمر السلام المقرر فى موسكو الربيع المقبل.
واختار الكاتب أن يعلق على تلك الإشارات بانتقاد الدور الأمريكى، قائلا إن الولايات المتحدة تعهدت مراراً وتكراراً أمام المجتمع الدولى كله بالعمل على وقف الاستيطان العشوائى الإسرائيلى فى الضفة الغربية، مستدركا أن ما يؤكده الواقع هو أن المستوطنات تستمر فى النمو، بل إن نقاط التفتيش العسكرية لم تراوح مكانها، والنتيجة أن إسرائيل شنت حربها بالأمس على الشعب الفلسطينى بأكمله، وليس على حركة «حماس» فقط، والمؤسف أن المسؤولين الإسرائيليين خاضوا تلك الحرب وهم على قناعة بأنهم بذلك سيأتون بنتائج مثمرة، وهو ما يفضح قصر نظرهم الشديد.