مركز «جلوبال»: استراتيجية الحرب فى إسرائيل تستهدف «غزة» حالياً... و«بيروت» مستقبلاً

اعتبر مركز «جلوبال» الأمريكى لأبحاث العولمة، أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ليست امتداداً لحرب الدولة العبرية على لبنان عام 2006 فحسب، وإنما هى «جزء تمهيدى من الصراع الإسرائيلى اللبنانى فى المستقبل».
وذكر تقرير للمركز، أعده مهدى داريوس ونشر أمس الأول، أن لبنان لايزال فى حسابات إسرائيل، والتى تبحث عن أى ذريعة لتشن حرباً جديدة عليه، بدليل أن تل أبيب تحاكى منذ نوفمبر 2008 لجبهتى «حرب ثالثة» ضد لبنان وسوريا، بتنفيذ مناورات عسكرية لغزو واسع النطاق على البلدين عرفت باسم «عبور الحرب الثالثة».
وتعد «استراتيجية الدفاع الجديدة» فى بيروت، حسب ما ورد فى التقرير، معوقاً أساسياً لتحقيق مصالح وأهداف إسرائيل فى لبنان، فى ظل الأبعاد الجيوسياسية والاستراتيجية التى فرضت نفسها على الساحة اللبنانية، بعد تشكيل حكومة وحدة وطنية فى بيروت، والاتفاق على رئيس توافقى للدولة هو العماد ميشال سليمان تمهيداً للانتخابات العامة فى هذا البلد عام 2009.
ويهدف تنشيط استراتيجية الدفاع إلى تقويض إسرائيل وتحقيق الاستقرار السياسى والأمنى للبلاد، وفقاً لما جاء فى التقرير، خاصة بعد مباحثات العماد سليمان، رئيس الجمهورية اللبنانية ومعه قائد القوات المسلحة فى دمشق وموسكو، خلال الفترة الماضية، والتى أسفرت عن تزويد روسيا وإيران القوات المسلحة اللبنانية الموحدة بما فيها حزب الله فى حال دمجه فيها بالأسلحة.
وعرض التقرير أن روسيا، بناء على المباحثات، أعطت بيروت عشر مقاتلات من طراز (ميج 29)، وأجهزة إنذار مبكر ورادار، فضلاً عن دبابات روسية وصواريخ مضادة للدبابات، والمدرعات، وطائرات هليكوبتر عسكرية، فى حين عرض إيران تزويد الجيش اللبنانى بصواريخ متوسطة المدى، ضمن اتفاقية لبنانية إيرانية للدفاع المشترك لمدة 5 سنوات اقترحتها أثناء مباحثات سليمان فى طهران.
واعتبر التقرير هذا «الاندماج العسكرى الداخلى والتحالف الخارجى» ضربة للولايات المتحدة التى كانت تحظر على الجيش اللبنانى شراء أى أسلحة ثقيلة، من شأنها الحد من القوة العسكرية الإسرائيلية، فضلاً عن تقويض أى مبررات لإسرائيل لتنفيذ عمليات توغل عسكرى فى لبنان، معتبراً أن ذلك «لم ينه الطموحات السياسية والاقتصادية لإسرائيل فحسب، وإنما أوقف الضغط الإسرائيلى على لبنان لتجنيس اللاجئين الفلسطينيين، الذين ينتظرون العودة إلى أراضيهم أيضاً».
ويتوقع معد التقرير سيناريو لحرب عالمية ثالثة واسعة النطاق فى لبنان، لأنه فى ظل التحالف اللبنانى الخارجى مع سوريا وإيران وروسيا، لن تنغلق الحرب الإسرائيلية المستقبلية فى بيروت على الطرفين الإسرائيلى واللبنانى، إلا أنها ستشمل معظم دول العالم المتحالفة مع كلا الطرفين.