استمراراً لحالة الانقسام والاختلاف التى تسود الدول العربية على خلفية الاعتداءات الإسرائيلية على غزة، عقد أمس الجمعة اجتماعان لمناقشة العدوان الإسرائيلى على القطاع، أحدهما اجتماع وزراء الخارجية العرب فى الكويت، والآخر قمة الدوحة التى أصرت قطر على عقدها على الرغم من عدم اكتمال النصاب القانونى لها. وفى خطوة تزيد من هذا الانقسام قاطعت سوريا اجتماع وزراء الخارجية العرب فى الكويت، ولم تشارك فيه بأى تمثيل، وبقى المقعد السورى خاليا دون سابق اعتذار. كما أدى هذا الاختلاف إلى انقسام وزراء الخارجية العرب بين الاجتماعين، حيث شارك معظم وزراء خارجية الدول التى أيدت القمة القطرية فى اجتماع الدوحة ، وأنابوا عنهم ممثلين آخرين، بينما حضر معظم وزراء خارجية الدول التى عارضت قمة الدوحة فى اجتماع الكويت، فيما شارك لبنان بوزير خارجيته فوزى صلوخ فى اجتماع الكويت فى الوقت الذى شارك رئيسه ميشيل سليمان فى قمة الدوحة. حضر اجتماع الكويت وزراء خارجية مصر والسعودية وتونس واليمن والعراق والصومال ولبنان والبحرين وجيبوتى وجزر القمر والأردن، بينما شاركت باقى الدول العربية بتمثيل مختلف سواء من خلال وزراء آخرين أو المندوبين الدائمين ماعدا سوريا التى قاطعت الاجتماع. وعبر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، عن أسفه العميق مما حدث من انقسام وعقد الاجتماعين فى نفس اليوم، وقال فى كلمة مقتضبة ردا على أسئلة الصحفيين قبل دخوله إلى اجتماع وزراء الخارجية بالكويت صباح أمس «أن ما يحدث شىء مؤسف للغاية». أكد دبلوماسى كويتى ل«المصرى اليوم» أن سوريا لم تشارك بأى تمثيل فى اجتماع وزراء الخارجية العرب بالكويت، مشيراً إلى أنهم فوجئوا وقت انعقاد المؤتمر بعدم حضور ممثل لسوريا دون سابق اعتذار. وقدمت مصر خلال الاجتماع شرحا للجهد الذى قامت وتقوم به القاهرة، لإيقاف العدوان الإسرائيلى على غزة. وأشار حسام زكى، المتحدث باسم الخارجية، إلى أن الشرح تضمن المباحثات التى أجريت مع حماس والجانب الإسرائيلى، موضحاً أن مصر وضعت كل ذلك بتفاصيله أمام وزراء الخارجية، موضحاً أن مصر سوف تسترشد بآراء الوزراء فى تقييم هذا الوضع.