لم تتوقع «رابطة المبدعين العرب للأفلام القصيرة والرقمية» قبل أن تشرع فى تنفيذ أفلام مهرجانها الثانى، لإحياء الذكرى ال19 لوفاة الكاتب الراحل إحسان عبدالقدوس أن تحدث مشكلة قبل العرض بيوم واحد فقط، خاصة أن منسقى الرابطة شريف المهدى وياسمين سامى اتفقا مع ورثة إحسان عبدالقدوس على استغلال 9 روايات من أعماله الأدبية فى أفلام روائية قصيرة، على أن تعرض هذه الأفلام ضمن احتفالية خاصة سيتم تنظيمها فى ساقية الصاوى. بعد أن انتهى صناع الأفلام من كتابة سيناريو وحوار وإخراج أفلامهم المستوحاة من أعمال الكاتب الكبير، فوجئوا بأحمد عبدالقدوس يرفض تغيير الأسماء التى وضعها إحسان وطالبوا المخرجين بتسمية أفلامهم بالاسم نفسه الذى تحمله الرواية، مؤكداً أن هذا النهج اتبعه إحسان عبدالقدوس قبل رحيله، فهو لم يكن متزمتاً وأعطى للمبدعين الحرية التامة فى تناول أعماله شرط أن يحافظوا على الاسم الأصلى الذى نشرت به الرواية. ولأن الرابطة كانت مهددة بوقف المهرجان من العرض فى الساقية بعد التكلفة التى تحملها كل مخرج على نفقته الخاصة، اضطر المخرجون إلى تغيير أسماء أفلامهم انصياعاً لرغبة ورثة إحسان، رغم عدم اقتناعهم بالشرط الذى وضعوه أمامهم، وإحساسهم الشخصى بإهدار حقهم الأدبى، وبعد عرض الأفلام منذ أيام قليلة حصل فيلم «نهاية دنجوان» للمخرج ناجى العلى على المركز الأول، وهو الفيلم الذى وضع له مخرجه اسم «عيار فالت» لأنه الأنسب بعد المعالجة التى قدمها، واضطر لتغييره تجنباً لحدوث مشكلة، رغم أنه صمم أفيشات للفيلم بالاسم القديم، وقال ناجى إن الخسارة فى تغيير أسماء الأفلام لم تكن مادية بقدر ما هى نفسية، لأنهم اختاروا أعمال إحسان عبدالقدوس لتكريمه ولا يقصدون من المهرجان أى ربح مادى، كما أنهم استوحوا من قصصه هذه الأفلام ولم ينقلوا مضمونها حرفياً، وتمت كتابة ذلك على أفيش الفيلم. وأضاف ناجى: فى المهرجان الأول اخترنا أعمال توفيق الحكيم ولم تكن هناك أى مشكلة مع الورثة فقد كانوا متفاهمين إلى درجة كبيرة، رغم أننا غيرنا أسماء الروايات، أما أسرة إحسان فقد تعسفت فى استخدام الحق معنا، وأكد ناجى أنه لو كان الأمر بيده لانسحب من المهرجان لأنه شعر أنه لا يملك حق تسمية فيلمه الذى هو من إبداعه. ياسمين سامى رئيس الرابطة أكدت أن المشكلة كانت فى مضمون بعض الأفلام التى لم يناسبها اسم الرواية، فمثلاً فيلم «رغبة غير مشروعة» للمخرج محمد حسين المازن، هو من نوعية الأكشن، وتماشياً مع رغبة الورثة تم تغييره إلى «باقة زهور» وهو اسم الرواية الذى لم يتماش مع الفيلم، كذلك فيلم «عيد ميلاد سعيد» للمخرج محمد حسن، تم تغييره إلى «بداية عربيد» وهو اسم لا يليق بفيلم، كما أن فيلم «منديل ورق» للمخرجة هدى عبدالستار لم تستطع الرابطة تغيير اسمه إلى «حالة الدكتور حسن» فاضطرت إلى عرضه فى المهرجان دون أفيش، ورغم كل ذلك فإن ياسمين وجميع أعضاء الرابطة ليسوا غاضبين مما حدث، ويقدرون إبداعات الكاتب الكبير وحرص أسرته على الحفاظ على تاريخه الأدبى.