فى ليلة دموية من ليالى السهر والسمر المنتشية ذلاً بمشاهدة فيلم «المجزرة» الفائز بجائزة الأوسكار الدولية إنتاجا وإخراجا وبراعة ابطال أبرزهم «الموت».. قادتنى أفكارى العبقرية لمشروع تجارى تفوق أرباحه حصيلة ذلك الفيلم.. بعيدا عن كل معوقات الاقتصاد المنهار.. الفكرة تتلخص فى قيام إحدى دور النشر الكبرى بطباعة نماذج أنيقة وطرحها للمزايدة بين محبى الشهرة والخيلاء.. الهائمين فوق الزمان والمكان.. على أن يحدد لكل نموذج ما يناسبه من سعر وأهمية.. بدءاً من نموذج «الشجب» ونموذج «التنديد» ثم «الاستنكار» و«الرفض» لكل شىء.. وأىّ شىء.. سواء مصالحة.. أو حرباً.. أو سلاماً، لتكون تلك النماذج (صكوك غفران) وهمية لغسل الخطايا الملوثة بها ضمائرنا، شرط أن يكون الدفع بشيكات لا تصرف إلا من بنوك خاصة بالمشروع وهى «بنك التخاذل العربى» و«بنك التآمر الدولى» و«بنك الصمت المتحد».. تجارة مربحة لبناء وطن من سراب لمن اغتصبت واحتلت أوطانهم.. وتعويض مُجزٍ (مُخزٍ) لما سال من دماء وتقطع من أوصال! مشروع استفز ثورة مواجعى، فانتفضت أبحث عن «كفّ»، ثمّة كف.. توقف المهزلة والمجزرة وشلالات الدماء، وتكشف أسرار المؤامرة القادمة مهرولة على الجثث المتناثرة وكركرات الأطفال المذبوحة.. وإخراس صيحات سماسرة المزاد المفتوح على مرأى ومسمع التاريخ والأجيال.. «كفّ» توقف نزيف المعايرة والمهاترات المتدفق فوق أوراق صحافة الفتنة الصفراء الموجهة لطعن بعضنا البعض.. وتلمّ شمل وشعث الشقيقين المتناحرين تحت نيران الأعداء مما يتيح للفجوة أن تتسع وللعدو أن يتوغل.. «كفّ» أطأطئ لها الرأس وأنحنى غير آبهة بأبواق اللوم المتشدقة بالكرامة التى سقطت عنها ورقة التوت منذ عقود، والخائفة من العار الذى لم يعد ضيفا بل ظلاّ يرافقنا خطوة فخطوة. «كفّ» تنهال بسوط من نار على الضمائر المتجمدة.. فمن أين لى تلك «الكفّ» والمزاد قد بدأ.. .. .. .. نعم بدأ المزاد/ وشبابنا المأسور قد لبس الحداد.... وجرى السواد على السواد بدأ المزاد/ وتبختر السمسار يمشى باعتداد.. فى داخل الصالات أنياب .. عيون .. كعيون آلاف الذئاب الجائعات يحملقون / وبخارج الصالات موتى دون جرح ينزفون فى خارج الصالات ترتفع الرقاب .. على الرقاب/ فى داخل الصالات أجساد تئن.. تهوى عليها صيحة السمسار سوطا من عذاب/ جرس يرن.. صوت ينادى فى ارتقاب / ألا أونا.. .. ألا دوا.. .. ألا ترى/من ذا سيفتتح المزاد؟؟/ هذى هضاب اسمها الجولان.. والإنسان فيها.. من يشتريها؟؟ /هل تشترى الجولان؟؟ أم تشترى لبنان جنة الله على الأرض غوانى حسان/ أم تشترى بغداد؟؟ أرض الحضارة والسواد؟؟/ أم تشترى «غزة» و«يافا» و«الجليل» وما يليها.. والقدس! من ذا يشتريها؟/مهلا ولا تستعجلوا هذا المزاد الأول.. سيجىء دور الآخرين الحالمين النائمين/ سيجىء دورهمو، جميعا.. لاسيما ظلوا نيام.. وجميعهم سنعيدهم / بعد الضياء إلى الظلام/ أعطوهمو ثمن المذلة والفرار.. أعطوهمو «فيش» القمار.. أعطوهمو ثمن الشراب/ أعطوهمو الهيروين.. والأفيون.. و«الديسكو» ثياب السيرك .. انواع المجون.. لاسيما هذا الشباب/ وسيلعبون.. ويخسرون.. ويسكرون بدأ المزاد/ جرس يرن.. وجه قبيح.. صوت يصيح.. ألا أونا.. ألا دوا.. ألا ترى/ بدأ المزاد.... وجرى السواد على السواد/ ستضيع فى الخمر المعتق والمزاد0!! ستضيع يا وطنى البلاد.