قبل أيام من رحيله عن البيت الأبيض، جمع الرئيس الأمريكى جورج بوش، متعلقاته لينقلها خارج المبنى، ومن بينها صورته التى كانت معلقة على الجدار طوال 8 سنوات مرت عجافاً على العالم بحروبها وضحاياها فى العراق وأفغانستان، ويترك بوش إرثا ثقيلاً لخلفه باراك أوباما مليئاً بالخلافات الحادة، مع من اعتبرهم بوش «محور الشر»، ومجزرة إسرائيلية جديدة فى غزة تثير الشعوب فى العالم شرقاً وغرباً، وقضية سلام عمرها تجاوز الستين عاماً ولم تصل إلى حل على الرغم من وعد بوش بإنهائها بنهاية عام 2008. وفى محاولة أخيرة لتجميل وجهه الذى لوثته خطايا سياسته الخارجية طوال عهده، تمسك بادعاءاته بأن بلاده اتخذت موقفاً «أخلاقياً» على المستوى العالمى، وتمسك بوهم أن الناس «لايزالون يرون أمريكا تدعم الحرية وتمثل أملاً كبيراً»، وكأن كل الضحايا الذين سقطوا ولا يزالون غير كافين لإقناعه بالخطايا التى ارتكبها. ومثل كل الناس، يفكر بوش فيما سيكون شعوره عندما تنتهى ولايته ويترك البيت الأبيض، إلى منزل فى «كراوفورد» بولاية تكساس، وماذا سيفعل بكل الوقت الذى سيتاح له بعدما تنتهى مسؤولياته الرئاسية، معلناً تارة أنه سيعد القهوة لزوجته، وتارة أخرى أنه سيعكف على كتابة مذكراته، ومفكراً كيف ستكون رحلاته إلى الشواطئ الدافئة دون كحوليات بعدما أقلع عن شرب الخمور.