«الحرامى الشاطر يستخبى جوه القسم».. مبدأ سار عليه عدد كبير من الباعة الجائلين، اتخذوا المناطق المحيطة بأقسام الشرطة ساحة لهم ولبضائعهم ليحتموا برجال الشرطة ومنهم، لكن جمال عبدالمتعال كان مختلفاً، فغرابة بضاعته والمكان الذى يبيعها فيه جذبا إليه الأنظار، فبين ضباط المرور فى إدارة مرور مصر الجديدة، جلس عبدالمتعال وسط بضاعته، والتى لا تزيد على عسكرى لعبة يزحف على بطنه ويطلق النار. لا ينادى عبدالمتعال على زبائن أو ضباط، بل يكتفى بتشغيل لعبته التى تلائم طبيعة المكان: «زبائنى مش بيفاصلوا معايا لأن الحتة بتقف علىّ ب18 جنيه، يبقى لازم لما أفكر أبيعها يبقى تمنها 20 جنيه، وكمان لازم أقف فى مصر الجديدة، لأن المناطق الشعبية الناس اللى فيها مش معاهم 20 جنيه يشتروا بيها لعبة». لا تقتصر بضاعة عبدالمتعال على الجندى الزاحف، لكنه يبيعه حالياً تماشياً مع أحداث غزة، ومنطقه فى هذا: «العسكرى ماشى قوى مع اللى بيحصل، والعيال من كتر ما شافت الحروب فى التليفزيون بقت تحب تلعبها». الحوار الذى يدور بين عبدالمتعال وزبائنه لا يتعدى دقائق، لكنه يجب أن يشمل جملة مفيدة يذكر خلالها عبدالمتعال أنه بلديات المطرب محمد منير، ولا مانع من كلمتين نوبى لزوم «الفشخرة»، حسب وصفه: «رغم إنى سبت النوبة من 20 سنة، لكن ساعات باحن لها، بس الدنيا تلاهى، وشغلة السريح مش بتخليه يثبت فى مكان، لكن أعمل إيه، هى دى المهنة الوحيدة اللى لقيتها وماعرفش أشتغل غيرها، وعلى فكرة دى مهنة صعبة لأنى لازم أدرس نفسية الزبون وأعرف إزاى أخليه يشترى منى». عبدالمتعال لا يملك مبرراً واحداً لجلوسه داخل إدارة مرور مصر الجديدة، فكل يوم يمر عليه يدعو الله ألا يلاحظه أحد الضباط أو يمنعه من الوقوف: «أنا عارف إن بيع لعب أطفال فى إدارة مرور حاجة غريبة شوية وتركيبة ممكن تكون مش مفهومة، لأن العساكر عمرهم ما هيشتروا لعبة ب20 جنيه لولادهم لأن رواتبهم قليلة جداً وبيصعبوا علىّ وباحسهم غلابة زينا، لكن الظباط ممكن يشتروها، وبصراحة مش عايز العساكر والظباط يشتروا، نفسى بس ماحدش منهم يفكر يقوّمنى.. يعنى يا نحلة لا تقرصينى ولا عايز عسل منك».