«زينات»، جريحة فلسطينية وصلت إلى مستشفى «الشفاء» فى غزة ومعها 3 من أبنائها، بعدما فقدت 4 آخرين بينهم طفل ظل ينزف فى انتظار الإغاثة حتى استشهد، وفى نفس الواقعة فقدت 26 شخصاً آخرين من أفراد عائلتها، بعدما تجمعوا فى بيت واحد، قالت الأممالمتحدة إن القوات الإسرائيلية أمرتهم بالبقاء فيه، إلا أن جنود الاحتلال اقتحموا البيت وأطلقوا النار عليهم. وتقول زينات السمونى إن ابنها ظل ينزف حتى الموت تحت أنقاض منزلهم الفقير شرق حى الزيتون دون أن يستطيع المسعفون الوصول إليه، فيما قضى زوجها و4 من أبنائها إضافة إلى نحو 26 من أفراد عائلتها فى القصف الإسرائيلى. وتضيف زينات باكية، «قتلوا أفراد عائلتى نحبهم وابنى ظل ينزف ليومين، وقد ناشدنا الصليب الأحمر والهلال الأحمر ووكالة الغوث، لكن دون جدوى». كان الزوج أول من استشهد فى العائلة بعدما كان هو الذى يهدئهم ويؤكد لهم أن أن كل شىء سيكون على ما يرام وتقول زينات: «كان عمره 46 عاما ولم يكن يقاوم ولم يكن مسلحا وكان جالسا بين أولاده فقط وجاء الأعداء وغدروا بنا» وتصرخ مضيفة «أقول للشعب الإسرائيلى الله ينتقم منه». بقى لزينات ابن فى الثانية والعشرين من عمره اسمه فرج، وطفلتان، رضيعة عمرها 20 يوما وأخرى فى التاسعة من عمرها إصابتها خطيرة. وقال فرج «كنا جالسين فى البيت مساء الأحد فى العاشرة والنصف ليلا تقريبا، فجأة حصل قصف على البيوت والمسجد. وفوجئنا بأن اليهود كسروا باب البيت ودخلوا وأطلقوا النار علينا فأصبت فى رقبتى إضافة إلى 4 من إخوتى وأمى». وناشد «العالم أجمع» أن يرى ما يحدث فى غزة و«ينقذوا سائر الأطفال قبل أن يموتوا كما مات أولادنا». أما هالة عزات السمون (22 عاما)- إحدى الناجيات من المجزرة- فقالت «ما حصل مجزرة حقيقية، قتلوا أولادنا وأفراد عائلتى فى شكل عشوائى، فبعدما حبسونا فى الغرفة وأغلقوها علينا قذفوا علينا صاروخا من الطائرة». وفقد حلمى السمونى (24 عاما) ابنه محمد الذى لم يتجاوز 5 أشهر ونصف، وقال «استشهد برصاصة غدر وهو فى أحضان أمه، وكان يعانى الجوع لمدة 3 أيام، بسبب الحصار. لقد جمع الصهاينة 100 شخص فى بيت واحد وأخذوا يدكونه بطائرات الهليكوبتر دون شفقة أو رحمة». وبعد تلك الروايات قالت الأممالمتحدة - مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الأنشطة الإنسانية فى بيان «أفادت شهادات أنه فى الرابع من يناير قام جنود بجمع نحو 110 فلسطينيين فى منزل واحد فى حى الزيتون (نصفهم من الأطفال) وأمروهم بالبقاء فى الداخل، وبعد 24 ساعة على ذلك قصفت القوات الإسرائيلية - عدة مرات - المنزل ما أدى إلى مقتل 30 شخصاً».