سليمان يلتقى مسؤولين إسرائيليين لبحث المبادرة.. و«حماس» تدرسها «ضمن مبادرات أخرى»

عقد الوزير عمر سليمان لقاء مع مسؤولين إسرائيليين لبحث المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وطالبت إسرائيل بضمانات لوقف عمليات التهريب عبر الحدود، فيما أكدت «حماس» أنها مازالت تدرس المبادرة كغيرها من المبادرات العربية والدولية، مشددة على رفضها وجود مراقبين دوليين فى غزة، وفى الوقت نفسه، توالت ردود الأفعال العربية والدولية المؤيدة للمبادرة المصرية.
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، أنها مازالت «تدرس» المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، لتحدد موقفها بشأنها فى «ضوء مصلحة الشعب الفلسطينى».
قال المتحدث باسم حركة حماس فى غزة فوزى برهوم إن «حماس تدرس المبادرة المصرية كما تدرس المبادرات الأخرى من تركيا، ومن دول عربية وأوروبية»، مشيراً إلى أن هناك «الكثير من الأطراف تتواصل مع الحركة وتقدم مبادرات لإنهاء الوضع المأساوى فى قطاع غزة».
وأضاف فى تصريح ل «المصرى اليوم» عبر الهاتف أن الحركة «تدرس كل المبادرات فى ضوء 4 أسس، هى وقف فورى للعدوان وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة، وفك الحصار وفتح المعابر بما فى ذلك معبر رفح».
ورداً على سؤال حول أن المبادرة المصرية تحظى بتأييد دولى، وأن إسرائيل أبدت موافقة مبدئية عليها، قال برهوم: «لن نقرن موقفنا بموقف قوة الاحتلال، وموقفنا من أى من هذه المبادرات سيتحدد فى ضوء حقنا فى مواجهة العدوان وحماية غزة ومواطنيها».
وحول المطالب بوقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، قال برهوم: «الصواريخ هى نتيجة للعدوان، وهى حق من حقوقنا، ويجب البحث فى الأسباب وليس النتائج».
وشدد «برهوم» على رفض حركة حماس فكرة وجود مراقبين دوليين لضمان تنفيذ التهدئة، وقال: «هذا كلام مرفوض بالمطلق»، مشيراً إلى «وجود حكومة شرعية منتخبة فى غزة»، مضيفاً: «هذه الأطراف ستقدم تأميناً للاحتلال على حساب المقاومة».
ورداً على سؤال حول: متى يمكن أن تعلن الحركة ردها على المبادرات الدولية، خاصة أن كل يوم يمر يزيد فيه القتلى والدمار؟ قال برهوم: «لن نحشر فى زاوية الوقت أو القصف الصهيونى، ومصلحة الشعب هى التى تحدد خياراتنا، وما لم نعطه فى الحصار لن نعطيه فى القصف والدمار»، مشيراً إلى أنه عند الوصول لقرار «ستعلن حماس موقفها على الملأ ولن تقدم مجاملات لأحد».
وقال برهوم إن إسرائيل «تخدع العالم» عندما تتحدث عن مبادرات، وهى «مستمرة فى العدوان»، مشيراً إلى أن الوضع فى قطاع غزة «مأساوى» فلا يوجد كهرباء ولا ماء ولا دقيق، والمستشفيات تعج بالجرحى، مع نقص فى الدواء والأطباء، مما يعرض حياة المصابين للخطر، وهناك 700 ألف لاجئ فى المدارس ومراكز الإيواء.
وأضاف: «سكان غزة صامدون رغم العدوان ومعنوياتهم عالية، ويقولون لنا (لا تلقوا سلاحكم، وابقوا على عهدكم، لا تستلموا أمام العدوان)، فالجميع هنا يفضل الموت على التنازل».
إلى ذلك، عقد الوزير عمر سليمان أمس لقاء مع المسؤولين الإسرائيليين، المستشار السياسى لرئيس الوزراء شالوم ترجمان، ورئيس الهيئة السياسية والأمنية بوزارة الدفاع عاموس جيلعاد، لبحث المبادرة المصرية لإنهاء العمليات العسكرية فى غزة.
وقال مصدر مصرى مطلع إن المسؤولين الإسرائيليين طلبا إجراء بعض التعديلات على المبادرة المصرية، ووضع ضمانات لوقف عمليات تهريب الأسلحة عبر الأنفاق إلى قطاع غزة».
وحظيت المبادرة المصرية بتأييد دولى، وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إنها «حثت إسرائيل بشدة على دراسة المقترحات المصرية بجدية»، مشيرة إلى أنها أجرت اتصالات هاتفية ورئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت، ووزيرة الخارجية تسيبى ليفنى.
وقالت رايس: «ندعم تلك المبادرة.. أجريت مباحثات مكثفة مع نظرائى العرب والإسرائيليين بشأن أهمية المضى قدماً بتلك المبادرة».
وأشادت الصين بالمبادرة المصرية، وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية كين غانغ إن «الصين تشيد بالمبادرة ونأمل أن نتمكن بفضل الجهود المشتركة الدولية من وضع حد للنزاع، واستئناف المفاوضات ومواصلة دفع السلام فى الشرق الأوسط». ودعا ممثل اللجنة الرباعية الدولية تونى بلير الولايات المتحدة إلى دعم المبادرة المصرية،
وقال: «أمامنا الآن إمكانية للتوصل إلى اتفاق بشأن عناصر بحثها الرئيس حسنى مبارك ونظيره الفرنسى نيكولا ساركوزى، وآمل (لو أنه لا يمكن أن نكون واثقين من ذلك)، لكننى آمل أن نتوصل إلى اتفاق لوقف الأعمال العدوانية».