أكدت قيادات فى حركة المقاومة الإسلامية «حماس» أن الحركة «وافقت» على عناوين المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، لكنها «قدمت تصورا يضم آليات تنفيذ هذه العناوين والتفاصيل الخاصة بها». وقال مسؤول فى الحركة على هامش اجتماعات القاهرة ل«المصرى اليوم» إن «حماس توافق على التحرك والجهد المصرى لوقف العدوان على غزة»، مشيرا إلى أن القاهرة هى «الوحيدة» القادرة على القيام بمثل هذا الدور. وأضاف «لا نريد الخوض فى المبادرة المصرية التى طرحها الرئيس حسنى مبارك، ولم ندخل فى صلبها، بل قدمنا تصورنا للحل فى ضوئها»، موضحا أن المبادرة تضمنت ثلاثة عناوين أساسية هى وقف العدوان والانسحاب من قطاع غزة، وتحقيق التهدئة، وتحقيق المصالحة الوطنية. مستطردا: «لا يوجد خلاف فى الحركة مع هذه العناوين الثلاثة». وقال المصدر إن الرؤية التى طرحتها حركة حماس، تتضمن «آلية وقف إطلاق النار والانسحاب من قطاع غزة، والمدى الزمنى للتهدئة، وضمانات رفع الحصار وآلية تعويض قطاع غزة عن الدمار الذى لحق به، وإعادة إعماره». وأضاف إن الحركة «لا يمكن أن تنسى» الشهداء الذين سقطوا فى «العدوان» الإسرائيلى، و«لن تسمح للعدو بتحقيق مكاسب سياسية على الأرض من عدوانه على قطاع غزة»، وفيما يتعلق بمعبر رفح قال المصدر إن هناك من يتحدث عن فتح المعبر فى ضوء اتفاقية المعابر لعام 2005، و«حماس ترفض هذه الاتفاقية»، لأنها «انتهت قانونًا»، كما أنها كانت «تتيح» لإسرائيل التحكم فى فتح المعبر وغلقه، من خلال «منع» المراقبين الأوروبيين من الوصول إلى المعبر. وأضاف أن حماس «لا تعارض وجود مراقبين دوليين على المعبر وليس على الحدود مع قطاع غزة، ولكن بضمانات توفر عدم تحكم إسرائيل فى فتحه وغلقه كما حدث من قبل،» مشيرًا إلى أن الحركة سبق وقدمت اقتراحًا بأن يتواجد المراقبون فى غزة أو العريش حتى تضمن وصولهم إلى المعبر يوميا. وأشار المصدر إلى أن التهدئة التى اقترحتها حماس ستكون «قصيرة المدى»، وليست مفتوحة، أو طويلة، مشيرا إلى أن الأمر الآن متوقف على رد إسرائيل على هذه المقترحات عبر الوسيط المصرى، وقال: «إذا وافقت إسرائيل فنحن مستعدون لتحديد ساعة الصفر فورا وبدء التهدئة». وحول المبادرات والوساطات الدولية الأخرى لوقف العمليات العسكرية فى غزة قال المصدر: «نحن نتعامل مع مصر فقط فى هذه المسألة لأنها الوحيدة القادرة على القيام بهذه الوساطة». وأشار إلى أنه فى بداية المشاورات بين وفد حركة حماس والمسؤولين فى مصر، كانت «الأجواء مشحونة» بسبب «تخوف القاهرة من سعى الحركة للبحث عن دول أخرى للعب دور الوسيط، لكن الأمور اختلفت عقب زيارة المبعوث التركى ولقائه الوزير عمر سليمان». وأوضح أن وفد الحركة «أبلغ المبعوث التركى بأن مصر هى التى ستقوم بالوساطة، شاكرا جهود أنقرة»، مشيرًا إلى أن المبعوث التركى «أبلغ هذا الكلام للوزير عمر سليمان». وقال المصدر إنه «بعد ذلك أصبح هناك استرخاء فى المشاورات»، مشيرا إلى أن الوزير عمر سليمان «أبدى مرونة فى التعامل مع مطالب الحركة».