أصدرت فصائل فلسطينية معارضة للسلطة الفلسطينية، وبينها حركة حماس، بيانًا أمس إثر اجتماعات لها فى دمشق، اعتبرت فيه أن المبادرة المصرية لوقف الحرب على غزة «ليست أساسًا صالحًا للحل»، و«هدفها التضييق على المقاومة». وجاء فى بيان صادر عن هذه الفصائل فى أعقاب اجتماعات عدة لها عقدت خلال الأيام القليلة الماضية أنها «لا تعتبر أن هذه المبادرة المصرية - الفرنسية تشكل أساسًا صالحًا لأى حل مقبول لدى الجانب الفلسطينى، وفيها بنود تتضمن مخاطر على المقاومة ومستقبلها». أضاف البيان الصادر عن هذا التحالف، الذى يضم بشكل خاص حركتى حماس والجهاد الإسلامى والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة «أن هدف هذه المبادرة التضييق على المقاومة والشعب الفلسطينى، وإطلاق يد الاحتلال وتحقيق بعض أهدافه التى عجز عن تحقيقها بالعدوان العسكرى». وفى إشارة إلى مصر أضاف البيان: «نستغرب مشاركة أطراف عربية فى هذه الخطة التى تعمل على خنق المقاومة ومحاصرة شعبنا». كما رفضت هذه الفصائل الفلسطينية «وجود قوات أو مراقبين دوليين فى قطاع غزة، لأننا نعتبر أن ذلك هدفه حماية أمن الاحتلال والتضييق والحصار على المقاومة والنيل من إرادة شعبنا». ولم يصدر أى موقف بعد باسم حركة حماس وحدها تعليقًا على المبادرة المصرية، وتنص الخطة المصرية على «وقف فورى لإطلاق النار لفترة محدودة»، للسماح بعبور المساعدات الإنسانية ودعوة الإسرائيليين والفلسطينيين إلى التوجه إلى مصر للبحث فى مسألة أمن حدود غزة، والدعوة مجددًا إلى مصالحة بين الفلسطينيين بوساطة مصرية. وفى سياق تطورات العدوان الإسرائيلى على غزة، فتح مسلحون «مجهولون» أمس جبهة قتال لبنانية ضد إسرائيل، بإطلاقهم 4 صواريخ «كاتيوشا» من جنوب لبنان على شمال إسرائيل، حيث أصيب 5 أشخاص بجروح، وهو ما ردت عليه إسرائيل فورًا باستهداف مصادر النيران. وبينما نفى «حزب الله» وحركة المقاومة الإسلامية «حماس» تورطهما فى إطلاق الصواريخ، أعربت الحكومة اللبنانية عن «رفضها واستنكارها» الواقعة، فى حين لم ينف أنور رجا، المسؤول الإعلامى للجبهة الشعبية، أو يؤكد مسؤولية الجبهة، لكنه أكد أن «من حق هذه الأمة أن تقاتل وتدافع بكل ما لديها من وسائل». على الجانب الآخر، أعلنت إسرائيل أنها ردت ب«قصف مباشر» على مصدر النيران، ملقية باللائمة على «فلسطينيين مقيمين فى لبنان، وليس على حزب الله». وعلى الجبهة الفلسطينية، هدأت الأوضاع نسبيًا، مقارنة بما كان متوقعًا من تكثيف للهجمات البرية الإسرائيلية على خلفية بحث اجتماع الحكومة الأمنية المصغرة، أمس الأول، توسيع العمليات البرية، وارتفع إجمالى عدد شهداء العملية العسكرية الإسرائيلية إلى 763 شهيداً فلسطينياً، وأكثر من 3155 جريحًا، حيث أعلن مدير عام دائرة الإسعاف والطوارئ فى وزارة الصحة الفلسطينية العثور أمس على نحو 50 جثة لفلسطينيين. وفى القاهرة، عقد الوزير عمر سليمان لقاء ومسؤولين إسرائيليين لبحث المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وطالبت إسرائيل بضمانات لوقف عمليات التهريب عبر الحدود، وفى الوقت نفسه توالت ردود الأفعال العربية والدولية المؤيدة للمبادرة المصرية. وانتقد مصدر مصرى مسؤول التصريحات الأخيرة لأمين عام حزب الله اللبنانى حسن نصرالله عن مصر، والتى أصدرها أمس الأول، مؤكدًا أنها تعبر عن «جهل مركب» بحقائق الأوضاع، وقال: «إنه يطلق من مخبئه سهامًا مسمومة باتجاه مصر لا تصدر إلا عن حاقد أو مأجور». كما استنكر مفتى جبل لبنان الشيخ محمد على الجوزو، حملة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله على مصر، ووصفها بأنها «حملة إيرانية مشبوهة تحمل أبعادًا مذهبية وإقليمية خطيرة جدًا». وشهد يوم أمس مزيدًا من المظاهرات فى القاهرة والمحافظات التى شارك فيها مختلف فئات الشعب المصرى فى الحزب الوطنى الحاكم وأحزاب المعارضة ضد المجزرة الإسرائيلية.