مع حلول أعياد الميلاد، أهنئ مصر كلها بمسلميها ومسيحيها، وأتمنى من الله ولا يكثر على الله أن نعيش فعلاً «عاماً» بخير وأن يعوضنا عز وجل عن كل أعوامنا السابقة، التى لم نكن فيها بخير.. وليكن هذا العام بداية خير بالرغم من كل الأنباء السيئة التى تحاصرنا وتكاد تخنقنا.. همست بدعوات ليحقق الله بعض أمانى ومن بين هذه الأمنيات أن تتحول الأخبار «غير الصحيحة» التى تكتبها «المصرى اليوم» إلى أخبار صحيحة، إذ أشعر أنه لو حدث ذلك لانصلحت أمور كثيرة ولتم تصحيح «أمور أكثر».. من بين هذه الأخبار أن وزارة الاتصالات قررت إنشاء لجنة دائمة تتابع أعطال الإنترنت والتغلب عليها حال وقوعها فقد جعلنا انقطاع الكابل البحرى نشعر بالشلل الكامل بعدما تحول الإنترنت إلى وسيلة حياة وأداة أساسية فى التعامل والمهم هنا أن عطل الكابل ومن ثم «تعطيل» الحياة يجب أن يؤخذ بجدية شديدة وعدم استبعاد أى احتمال خاصة أن تكون إسرائيل وراء هذا العمل التخريبى ومن أهم الأخبار التى أرجو أن تصبح «صحيحة» أن وزارة الداخلية قررت تنظيم حملات مكثفة من أول يناير 2009 لإزالة الملصقات من السيارات، تطبيقاً لقواعد قانون المرور الجديد، إذ أن قيام الداخلية بفرض احترام هذا القانون كفيل ببث الطمأنينة فى النفوس القلقة من جراء «الاستعرض اللاحق» الذى لا مثيل له إلا فى مصر المحروسة ربما لتحقيق مآرب خبيثة بألا تبقى محروسة بأبنائها كل أبنائها.. أما أحلى الأخبار «غير الصحيحة» فهو أن وزارة التربية والتعليم هددت بحرمان أى مدرس يثبت لجؤوه إلى العنف مع الطلبة من اختيارات كادر المعلمين نهائياً وتوقيع عقوبات مغلظة عليه قد تصل إلى الفصل، والحقيقة أن حال التعليم لا يقل سواء عن حال «التربية» فالذى يقتل تلميذاً ضرباً يستحيل أن يكون قادراً على «تعليم» الأطفال والتلاميذ ويخيل لى أن قلة من المدرسين - لحسن الحظ - تنتقم من التلاميذ لفشلها فى إيصال الملعومات حيث ينطبق عليهم المثل القائل إن فاقد الشىء لا يعطيه ويبدو أننا بتنا نعى جميعاً أهمية التعليم فى حياتنا وحياة الأجيال المقبلة وأننا لن تقوم لنا قائمة بدون تعليم.. وكثيراً ما أسرح بذهنى وأنا أتساءل: هل يهتم المسؤولون بأخبار «المصرى اليوم» «غير الصحيحة» التى تعكس فى معظمها أمنيات مصرية لو تحققت لغيرت الكثير فى حياتنا؟.. وأن هذه «أمنية» أخرى أتمنى أن تتحقق. أما أغلى أمنياتى فهو أن يعم السلام ربوع وطننا العربى من المحيط إلى الخليخ وألا نصحو على صور جنود احتلال هنا وهناك ينكلون ثم يقتلون وكأننا لا سعر لنا فى «بورصة الإنسان» والأفظع مشاهدة أطفالنا ونظرات الرعب المبكر تقفز من عيونهم برؤية جنود الاحتلال وإهانة آبائهم وأمهاتهم أمام أعينهم المذعورة - فنظرات الأطفال إبان الهجمات الهمجية ستظل محفورة فى وجدانى ووجدان كل من يراها وأيضاً ستسكن نفوس هؤلاء الأطفال إلى أن يأتى يوم يجنى فيه «المجتمع الدولى» حصاد ما فعله بهم، بالسلاح حينا وبالصمت المشين حينا آخر والأمنيات كثيرة من أهمها أن تجتاز مصر الأزمة المالية والاقتصادية العالمية وتنجح فى التقليل من آثارها إلى أقصى حد ممكن وأن يصارحنا المسؤولون بحقيقة الوضع عسانا نتقدم «بأخبار غير صحيحة» تتضمن الحلول على غرار ما تفعله «المصرى اليوم» وأقترح «خبراً غير صحيح» يقول: تأكدت الحكومة أن المصريين راشدون إلى الحد الذى يحتم مصارحتهم بكل ما قد يواجههم من مصاعب وأنها ستأخذ باقتراحاتهم وتتعامل معها بالجدية الواجبة هل أسوق مثلاً آخر؟ القفة أم ودنين.. يشيلوها اتنين.. وكل عام وبلدنا بخير وألف خير.